"الدراما" التي يواجهها العاطل!

البطالة ظاهرة اجتماعية اقتصادية، تتنوع أشكالها، وتتعدد أنواعها.. وفي كُلٍّ شر. بينما العمل يُبعد عن الإنسان ثلاثة شرور: السأم، الرذيلة والحاجة.

وتعد البطالة مؤشرًا ومقياسًا أساسيًّا لصحة الوضع الاقتصادي لأية دولة؛ فزيادة نسبة البطالة تعني انخفاض الإنتاج الاقتصادي.. فهي حالة توازن بين حالة الاقتصاد وسوق العمل.

وعلى الرغم من أن التوظيف الحكومي جرى تقليصه خلال السنوات الأخيرة إلا أن هيكل سوق العمل وازن بين الذكور والإناث إلى درجة مقبولة.

إن البطالة لدينا تختلف عن بقية دول العالم، طالما يوجد بيننا ما يوازي ثلثَي عدد السكان السعوديين يعملون في مجالات متعددة. فإذا كان هناك أزمة سكن فإننا نؤكد أن هناك أزمة بطالة. وإذا كان الهدف تصفير أزمة الإسكان فإن تصفير أزمة البطالة أولى؛ لأن البطالة أصعب مشاكل المجتمع، ونتائجها بكل شيء سيئة!! لذا علينا أن نستحث الهمم، ونصنع المبادرات؛ لمحاربة البطالة؛ فهي لا تقل جرمًا في حق الإنسانية.. فالتعطل افتقاد الأمل في المستقبل، وفَقْد الثقة في المجتمع؛ وهو ما ينعكس في زيادة السلبية، والانخراط في أنشطة خارج القانون أحيانًا.

وأنتم أيها الشباب العاطل المتعطل على بعضكم يقع اللوم. قال الشافعي -رحمه الله-: "إن لم تشغل نفسك بالحق شغلتك بالباطل".

قال ديل كسارنيجي: "إننا لا نحس أثرًا للقلق عندما نعكف على أعمالنا، ولكن ساعات الفراغ التي تلي العمل هي أخطر الساعات طرا". فلن تستطيع أن تحرز سهمًا من النجاح إلا إذا غيرت من أسلوبك في الحياة، ونفضت عنك القعود والتقاعس، واقتلعت من ربوعك آفات البطالة والفراغ. يقول الحق سبحانه وتعالى: {إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم..}.

وهذا قول أحد الفلاسفة، وهو تيم بيشوب، يقول: "غالبًا ما يكون الأشخاص الذين لا يحصلون على وظائف هم الأكثر ضعفًا في مجتمعنا …"؛ لذا عالج آفة الملل بكثرة العمل؛ فعمل يُجهد ولا فراغ يُفسد!!

يقول ماري روبرتسون: "الحياة هي ما نصنعه بأنفسنا.. كانت كذلك دائمًا، وستظل كذلك أبدًا".

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org