3 قرون تحكي حكمة قادة وعظمة شعب

ثلاثة قرون أرست جذورًا راسخة للدولة السعودية الأولى المباركة، التي تأسست على يد الإمام محمد بن سعود؛ ليرتبط بعدها مواطنو السعودية ارتباطًا وثيقًا بقادتها الأوفياء؛ لذلك كان لا بد أن تتعرف الأجيال الحالية على الجذور التاريخية لدولتهم، ويتعرف العالم على أصالة وعراقة الدولة السعودية، وحضارتها الضاربة في جذور التأريخ؛ ليأتي الأمر السامي للملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- بتحديد 22 فبراير تحت مسمى «يوم التأسيس»؛ ليبرز العمق التاريخي والحضاري لمملكتنا الحبيبة.

الاحتفال والاحتفاء بـ«يوم التأسيس»، الذي يُنظَّم هذه الأيام بمختلف مناطق بلادنا، يُعدُّ يومًا فريدًا في نوعه.. فثلاثة قرون تحكي حكمة قادة نبلاء، وعظمة شعب وفيّ؛ إذ يحتفي به شعب السعودية بطريقة خاصة ومبهرة نسبة إلى أنه يمثل أول احتفال بهذه المناسبة، عقب صدور الأمر الملكي من لدن المليك -حفظه الله- ليمثل ذكرى عزيزة على كل مواطن بتأسيس الدولة السعودية الأولى.

لقد ازدانت سماء عاصمتنا الرياض، ولبست حلة زاهية وهي تحتفي بمسيرة قصة ثلاثة قرون. ومن أبرز فعاليات هذا اليوم «أوبريت التأسيس»، الذي يقام يوم 23 فبراير الحالي في مسرح محمد عبده في بوليفارد الرياض ستي، بجانب اللوحات الفنية، التي غطت ساحات رئيسية عدة. ويأتي الأوبريت في قالب مسرحي غنائي، يحكي بداية تأسيس دولة راسخة في جذور التاريخ منذ 3 قرون، وما زالت مسيرتها تمضى نحو غاياتها؛ ليكمل لبناتها سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان -رعاهما الله-. كل ذلك ضمن إطار نهضة شاملة، وتمثل "رؤية 2030" خارطة طريق لنهضتنا المستقبلية.

وليس هناك تضارب أو تعارض بين «يوم التأسيس»، الذي يصادف يوم 22 فبراير من كل عام، و«اليوم الوطني»، الذي نحتفل به في 23 سبتمبر من كل عام؛ فكل يوم منهما له محطة تاريخية لعمر مملكتنا المديد، وكل يوم له مزاياه الخاصة التي تعبر عن حقبة تاريخية راسخة في حضارة بلادنا العريقة.

فبينما ترمز ذكرى «يوم التأسيس» إلى تأسيس الدولة السعودية الأولى قبل نحو 3 قرون، مع تولي الإمام محمد بن سعود حكم الدرعية عام 1727م، نجد أن «اليوم الوطني» هو اليوم الذي أعلنه الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود -طيب الله ثراه- يومًا لتوحيد بلادنا تحت اسم «المملكة العربية السعودية»، وذلك في سنة 1932م.

ونحن نحتفي بـ «يوم التأسيس» علينا أن نسترجع ذكرى إمام جاهد لتأسيس دولة قائمة على أسس العدالة والقانون، وشرع الله؛ ليسير بعدها قادة دولتنا على هذا النهج القويم، حتى اكتملت بلادنا بدرًا في سماء العالم، وهي تحمل إرثًا تاريخيًّا وحضاريًّا قائمًا على جذور راسخة؛ لذا على الجيل الحالي أن يعي ذلك، وأن يتعرف على تاريخ الأجداد والآباء الذين جاهدوا وناضلوا لتأسيس هذا الصرح الشامخ. ونحمد الله كثيرًا الذي وهب لنا قادة يحافظون على هذه المنجزات، بل يزيدون عليها للبناء.. ونسأله تعالى أن يوفقنا لما يحب ويرضى.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org