التغيير.. والمسؤول الجديد!!

تم النشر في

التغيير من سُنن الله في الكون. وغالبًا ما يصاحب هذا التغيير مقاومة، وهذه المقاومة نابعة من (الإنسان عدو ما يجهل).. فيبقى الإنسان يقاوم هذا التغيير حتى يثبت له مدى جدواه، وملاءمته للحياة، وتتضح الفائدة منه، ويدرك أن هذا التغيير يصب في مصلحته الشخصية، أو في المصلحة العامة؛ وهنا يؤمن بهذا التغيير، ويدعمه، بل يسعى جاهدًا لتطبيقه.. بل يقاتل من أجل ذلك.. لكن هذا منوط بجدوى التغيير وفائدته للجميع، وأن يكون قابلاً للتطبيق.. وليس تنظيرًا على الورق.. ولا يكون تطبيقه متعبًا جدًّا حتى أنه قد يقضي على الفائدة المرجوة من وراء هذا التغيير.

هذه نظرة الناس للتغيير، ومواقفهم منه.. ولكن ماذا عن التغيير نفسه. التغيير دائمًا لا يخرج عن نجدين: إما أن يكون للأفضل، ويصب فيما ينفع الناس، أو يكون للأسوأ؛ وهنا يجب البعد عنه وتغييره فور ثبوت ذلك.

والقائد الملهم حين يأتي إلى مكان جديد لقيادته يجب أن يضع نصب عينيه النوع الأول، وهو ما يصب في منفعة منظومته، ومن يندرجون تحت قيادته، والمستفيدين من هذه المنظومة.

وهذا ما يترقبه الناس عند تغيير أي مسؤول وتعيين بديل له؛ فينتظرون من القائد الجديد أن يكون تغييره من النوع الأول؛ حتى تعم الفائدة الجميع.. وهنا يدعون له لا عليه..!!

ولكن كيف يحدث ذلك..؟ وكيف يحقق هذا القائد مبتغى الناس بإحداث التغيير الذي يضمن صلاح الحال، وتعديل ما مال..؟

يحدث ذلك إن اتبع هذا القائد بعض الأمور التي يجب على كل مسؤول مراعاتها حين توليه المسؤولية، ومنها:

- التخطيط السليم النابع من دراسة الواقع، وتحديد مكامن الخلل والمخاطر التي تحيط بالوزارة أو الهيئة أو المؤسسة، ونقاط القوة، والفرص المتاحة.

- العمل على إصلاح الخلل، وتقليل المخاطر، واستثمار الفرص المتاحة لزيادة نقاط القوة.

- استشارة الميدان، والبُعد عن المستشارين أصحاب المكاتب الفخمة، والوسائد الوثيرة.

- البدء بالأهم ثم المهم.

- إبعاد المتكلسين من أصحاب المناصب التي تقع في النقطة العمياء أو الميتة من مرايا التغيير؛ فهناك بعض المناصب القيادية المؤثرة التي بنى العنكبوت بيته في مكاتب أصحابها..!!!

- ألا يكون التغيير لمجرد التغيير.

- متابعة ما يُطرح في وسائل الإعلام، والإعلام الجديد، حول الوزارة أو الهيئة أو المؤسسة، وعمل تصفية له، والاستفادة من الصحيح منه.

- تكثيف الزيارات الميدانية الحقيقية المفاجئة، وليست المبرمجة مسبقًا.

- البدء بأهم الأمور التي تثير غضب المجتمع وحنقه على هذه الوزارة أو الهيئة أو المؤسسة، ومعالجة الخلل بأسرع وقت.

- القدرة على اتخاذ القرار الصحيح المدروس في الوقت المناسب.

- عمل الدراسات الحقيقية الواقعية، وليست الخيالية الشكلية.

- إبعاد أصحاب (كله تمام.. طال عمرك).. والاستماع لأصحاب الرأي والمشورة الذين ينقلون الحقيقة كاملة كما هي، ويعطون الرأي الحصيف السديد، الذين لا يداهنون، ولا ينافقون، ولا يتملقون، ولا يتزلفون، ولا يثبطون، ولا يحبطون.. بل يسعون للتطور والتقدم بواقعية وبهمة عالية، وعزم لا يلين.

وقبل ذلك كله.. مراعاة الله في السر والعلن.. والخوف منه -عز وجل- وتقواه.. وصدق النية بأن يكون عملك كله خالصًا لوجه الله سبحانه وتعالى.. وأن يكون فيما ينفع الناس.. ويحفظ للبلد أمنها وأمانها، ويصب في تطوُّرها، وازدهارها.. ورفع قيمة من يعملون تحت مسؤوليتك.. ومراعاة الله فيهم.. وإنصافهم.. وتطوير قدراتهم.. ورفع إنتاجيتهم.. والعدل في معاملتهم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org