التصريح لمكاتب للشراء عبر الإنترنت..!
التسوُّق عن طريق الإنترنت يحتل مكانة مهمة في عقول المستهلكين؛ لأنه يوفِّر خيارات متنوعة، وبدائل كثيرة، وأسعار مميزة من كل أصقاع العالم.. ولا نخالف الحقيقة إذا قُلنا إن أغلب الناس يلجأ لهذا النوع من التسوُّق حاليًا حتى في أبسط المنتجات. ومما عزز هذه الرغبة سهولة التواصل، وسهولة إيصال البضاعة للمشتري، لدرجة أنك تستطيع التبضع من المتاجر العالمية كافة وأنت جالسٌ على مقعدك في منزلك.
ربما يكون شراء البضائع البسيطة سهلاً ومتوافرًا، ولا يصاحبه مخاطر، ولكن شراء البضائع الكبيرة ومرتفعة الثمن يكتنفه بعض المخاطر؛ لأن المنتج ربما يصل إليك مخالفًا لمواصفاتك، أو غير ما تم طلبه؛ ومن ثم سيدخل المشتري في مشاكل إرجاع البضاعة وتكاليف الشحن.. وغيرها (مَنْ يتحملها)؟!
وليس ببعيد عنا السماح بشراء السيارات من الخارج، التي قد يقع ضحيتها بعض المستهلكين من خلال شراء سيارات مُعيَّنة، ويتم إرسال أنواع أخرى أو مواصفات غير المطلوبة؛ ليقع المستهلك في خسائر لا داعي لها؛ لأن هناك تكاليف للشحن والتعقيب والمتابعة.. وغيرها.
بعض الناس -وأنا أحدهم- لا يعرف طريقة التسوُّق عن طريق الإنترنت، وبعضهم (بين وبين)، ولكن يحتاج إلى مَن يساعده، ويوضح له بعض الخفايا؛ ليصبح طلبه واضحًا للبائع. والبعض الآخر يحتاج إلى مَن يقف معه في حال تم إرسال منتج مخالف للمطلوب.
جميع هؤلاء المتسوقين يحتاجون إلى مرجعية تتفهم طلباتهم، ويمكنها التواصل مع الجهة المرسلة في حال حدث خطأ، وتعويضهم في الوقت نفسه؛ لأننا لا نستطيع إلقاء اللوم على المشتري في حال ثبتت صحة موقفه.
وجود مكاتب مرخصة تقوم بهذا العمل عن طريق موظفين متخصصين، ولديهم الخبرة في الشراء عن طريق الإنترنت، والتفاهم مع المكاتب الخارجية، وتأكيد الطلب، وتحمُّل النتائج إذا كان الخطأ من قِبلهم، وفي المقابل المطالبة بتعويض المشتري إذا كانت المشكلة من الجهة المرسلة.. وجود هذه المكاتب أمرٌ ضروريٌّ نظرًا للتوسع في الشراء عن طريق الإنترنت، وما يحمله هذا التسوُّق من جهل أو أخطاء من كثير من المستهلكين؛ وبالتالي فإن وجود هذه المكاتب المرخصة سيقلل من تلك الأخطاء بشكل كبير، خلاف أن تلك المكاتب ستحرص على سلامة الطلب؛ لأنها مسؤولة أمام المستهلك عن سلامة الطلبية، وتحمُّل ما يحصل من إشكالات. وهذه المكاتب ستحصل على رسوم محددة نظير هذا العمل.
تلك المكاتب ستكون في مواقع معروفة ومرخصة من الجهات المعنية مقابل رسوم؛ حتى نضمن سلامة هذا العمل ومصداقيته.
بلغت نسبة شراء المنتجات عبر الإنترنت في السعودية أكثر من ٦٢٪؛ وهو ما يعني أننا نتحدث عن أرقام مليارية؛ تستحق الوقوف عندها، والتأكد من صحة تلك المنتجات؛ حتى لا تصبح هدرًا على بعض المستهلكين.