الرياض تفتح ذراعيها للعالم في إكسبو 2030

من جديد تعود السعودية لتنتزع الإعجاب وتدفع الجميع للنظر إليها بعين الدهشة الممزوجة بالتقدير والاحترام وهي تنال حق تنظيم معرض إكسبو 2030 بعد أن حصدت أغلبية الأصوات، ولم تترك لمنافسيها سوى الفتات.

ما حدث في باريس ليلة الثامن والعشرين من نوفمبر الجاري، كان لحظة فارقة سوف يسطرها التاريخ بأحرفٍ من نور، وشهادة أخرى على أن المملكة تستحق -بجدارة- لقب وجهة المستقبل وأرض الفرص الواعدة، وذلك بعد أن تدافعت 117 دولة على التصويت لصالحها من مجموع 170 دولة تملك حق الاقتراع، وهي نسبة ليس لها تعريفٌ في قاموس الانتخابات سوى "الاكتساح".

ومعلوم أن مثل هذه المناسبات الدولية لا يوجد في مفرداتها لفظ "المجاملات"، حيث البقاء فقط للأقوى، والفوز للأكثر قدرة على التميُّز والإبداع، وهو ما توافر في الملف الذي تقدّمت به المملكة ورآه مندوبو الدول التي تملك حق الاقتراع، لذلك لم يكن أمامهم سوى سبيل واحد هو الاستجابة لنداء العقل والتصويت لمصلحة الرياض.

وتتعدّد المكاسب التي جنتها المملكة في هذه الليلة التاريخية، فهي لم تحقق فقط الفوز بتنظيم معرض إكسبو 2030 بعد أن أقصت دولاً عريقة بحجم إيطاليا وكوريا الجنوبية، بل حققت مكاسب عديدة وفوائد عظيمة، ففي مجال العلاقات العامة أنجزت المملكة أكبر حملة لصالحها لم تكن لتتحقق لو أنفقت عليها عشرات الملايين من الدولارات، فإن يتحدث العالم أجمع عن السعودية، وتسهب وسائل الإعلام العالمية في وصف القدرات التي تتمتع بها والمستقبل المبهر الذي ينتظر أبناءها، فإن ذلك يعني الكثير، ولا سيما للقطاعات الواعدة مثل السياحة.

الأمر الآخر الذي كان لافتاً هو مقدار الثقة التي عمّت الشارع السعودي في الفوز بتنظيم الحدث الكبير، فقد كانت هناك حالة اطمئنان عامة تسود وسط الجميع، حتى المواطن العادي كان واثقاً من النتيجة التي تحققت. وهذا لم يأت من فراغ، لكنها ثقة من الشعب بقيادته التي إذا قالت فعلت وإذا وعدت أوفت.

أما ما تضمّنه ملف الترشيح السعودي الرائع فهو أكبر من كل الكلمات، وأعمق من الوصف، ولن تكفي مثل هذه المساحة للحديث عنه، لكن أقول فقط إنه جاء وافياً ومتكاملاً واحتوى على جميع التفاصيل التي تكشف عن عظمة الإنسان السعودي وطموحه الذي يلامس عنان السماء، ورغبته الجارفة في كتابة اسمه في سجلات الإنجاز والتفرُّد.

كان ذلك الملف احترافياً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حيث تطرّق لسجلات المملكة الناصعة في تأصيل الحوار بين أتباع الأديان والحضارات، ومحاربة دعوات الكراهية والإقصاء، والقضاء على تيارات الإرهاب والتشدُّد، ودعم مساعي الحفاظ على البيئة، والتصدّي لظاهرة التغيُّر المناخي، وتعزيز مفاهيم حقوق الإنسان، والقضاء على حالات عدم المساواة والتمييز السالب، وغير ذلك من الملفات التي تهم صُنّاع القرار العالمي.

كذلك فإن نتيجة التصويت كشفت بجلاء، عن حجم المكانة الرفيعة التي تتمتع بها السعودية على خريطة العالم، ومقدار التقدير الذي تجده بين الدول الأخرى، وذلك كنتيجة طبيعية لسياساتها الرصينة القائمة على احترام سيادة الدول الأخرى، وعدم التدخل في شؤونها، ومد يد العون والمساعدة للدول الشقيقة والصديقة، ومراعاة القوانين والمعاهدات الدولية والترفع عن المهاترات.

ختاماً، فإن الجميع لا شك يترقب هذه النسخة المتميزة من إكسبو الرياض 2030، ولا سيما بعد الوعد الذي قطعه عراب الرؤية وأمير الإنجازات ووجه السعد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- الذي قال إن المملكة سوف تنظم نسخة غير مسبوقة من هذا الحدث العالمي، وهو إن قال فعل، وإذا وعد وفى. وإن غداً لناظره قريب.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org