ازدحام حركة المرور في الرياض.. إما حلول عاجلة أو الشلل التام
تعاني الكثير من عواصم العالم من مشكلة الازدحام المروري؛ وذلك لأسباب عديدة تتعلق بالأنشطة الاقتصادية والتعليمية، وبسبب الرحلات الداخلية من المدن الأخرى إلى العاصمة.. وقد تَصدرت المدينة الهندية مومباي قائمة أسوأ المدن في العالم من حيث الازدحام المروري.
ومدينة الرياض تعاني كذلك من الازدحام المروري مثلها مثل كل عواصم العالم، ويرجع ذلك لأسباب عديدة؛ حيث تُعَد مدينة الرياض الوجهة المفضلة للسفر داخليًّا؛ وذلك لتوفر فرص العمل المختلفة، إضافة إلى ذلك -وهو الأهم- أنها تشهد حاليًا بفضل الله مرحلة بناء وتطور فريدة وضخمة ومختلفة؛ يتمثل ذلك في العديد من المشاريع الجبارة والفعاليات التجارية والترفيهية والتسويقية الجذابة في كثير من المواقع والمجالات وعلى مدار العام، ومن الطبيعي أن يصاحب كل هذا الحراك الثقافي والاجتماعي والاقتصادي ازدحامًا مروريًّا في معظم شوارع الرياض.
وتشهد مدينة الرياض هذا الازدحام المروري الصعب على مدار اليوم في جميع طرقاتها الرئيسية والفرعية، إلى درجة تصل لحد الاختناق؛ وهو ما يتسبب في انزعاج سكان المدينة والسياح القادمين إليها من دول ومدن أخرى، إضافة إلى تأخير وصول الموظفين إلى أعمالهم، وتعطيل الحركة الاقتصادية اليومية للمدينة، الأمر الذي بات يشكل ضرورة قصوى لتقديم حلول هندسية وتصميمية عاجلة لذلك.
تكرر السؤال والبحث عن حلول لمشكلة الازدحام المروري في الرياض؟
بداية ندرك أن الجهات المعنية الرسمية معنيةٌ بالحلول بحكم الاختصاص؛ كل فيما يخص دوره.. وبالاطلاع على آراء المختصين يمكن تلخيص الحلول في الآتي:
1- حصر المواقع الحرجة في شوارع العاصمة.
2- إغلاق جميع الشوارع الفرعية التي قبل الإشارات والتي يستغلها سائقو المركبات في الخروج من الحي للشارع وللإشارة مباشرة.
3- دعم مرور الرياض بأكبر عدد ممكن من القوى البشرية الميدانية ولو بالتكليف من إدارات مرور المحافظات الأخرى القريبة من الرياض.
4- فتح قناة تواصل خاصة ومباشرة وميسرة مع سكان الرياض على مدار الساعة لاستقبال الاقتراحات والملاحظات المرورية والأفكار التي قد تساهم في حل هذه المشكلة، وتقييم ومعالجة هذه المقترحات من قِبَل فريق عمل متخصص وبصورة عاجلة وفورية قدر الإمكان.
5- تكليف فِرَق عمل ميدانية من الجهات المعنية أعلاه بالتجول في شوارع الرياض.
ولا شك في أن الازدحام المروري في العاصمة الرياض سيؤدي إلى تراجع إنتاجية الموظف وتراجع كفاءة الإنتاج، وكفاءة التعليم، بالإضافة إلى جودة ونقاء الهواء بسبب التلوث الناتج من عوادم السيارات التي تزحف في الطرق يوميًّا وتتراكم عند الإشارات الضوئية؛ الأمر الذي سيساهم في زيادة الانفعالات والاضطرابات النفسية لدى الأشخاص.
لذلك يمكن معالجة ازدحام العاصمة بثلاثة أشياء يمكن العمل عليها مجتمعة أو بالتدريج، وهي: القيام بأعمال هندسية (فيزيائية) لزيادة السعة التصميمية للطرق والشوارع، وتقليل حجم المرور اليومي للمركبات وذلك باستخدام (النقل العام بالقطارات والحافلات، وخطوط نقل للبضائع بدلًا من التوزيع والنقل بالشاحنات، وخلق إجراءات تنظيمية وتشغيلية لمستخدمي الطرق مثل العمل والتعليم عن بُعد، والعمل على زيادة مسارات الشوارع بما يقارب زيادة حجم المرور؛ وذلك بتوسعة هذه الشوارع، وكذلك تنفيذ أنفاق أو كبارٍ تحت وفوق الطرق ذات الكثافة المرورية العالية.
لقد كتبت في مقال سابق عما تشكله حركة الدراجات النارية من ازدحام مروري أيضًا، ولم تكن هنالك حلول ناجعة، لتزداد الأزمة اختناقًا هذه الأيام.. والسؤال الذي يطرح نفسه: إلى أين تسير الرياض؟
وأخيرًا تواجه مدينة الرياض خلال الأيام القادمة تحديًا مروريًّا كبيرًا في ظل احتفالات البلاد باليوم الوطني 94، فهل تكون الجهات المختصة قادرة على مواجهة هذا التحدي؟
ختامًا..
إن رؤية السعودية 2030 تهدف في تطلعاتها إلى الوصول لأقصى درجات الرفاهية وبسعي دائم لجعل حياة الإنسان أكثر سهولة.. ولكي يتأتى ذلك لا بد من المشاركة المجتمعية.
وبالتأكيد فإن الازدحام المتزايد في مدينة الرياض لا يتناسب مع الهدف الاستراتيجي بتحويل مدينة الرياض لمدينة ذات اقتصاد مزدهر، ولا يتناسب مع خطط رفع جودة الحياة لسكان المدينة.