غرامات المشاهير..!؟

أحد الأطباء المشهورين في منصة "إكس" يتابعه مئات الألوف، وأنا أحدهم، ويثق فيه الجميع، صرّح قبل فترة بأنه وعائلته لا يشربون المياه المعبأة، إنما يعتمدون على مياه الصنبور في الشرب والأكل.

وقبل أيام عدة ظَهَر في دعاية لإحدى شركات المياه المعبأة داعيًا الجميع إلى الشرب من تلك القوارير؟ تناقض عجيب..!

ولكن نقول عندما يأتي الإعلان التجاري تغيب الحقيقة.

مشهور آخر يظهر باستمرار في أعمال الخير، والحث عليها، والدعاية لكل ما هو حقيقي وسليم، قبل فترة عندما دهمت السيول مشروعًا لأحد المقاولين السكنية، وانكشفت بعض العيوب، ذهب صاحبنا للتبرير لذلك المقاول والتغرير بالناس؟ تناقض عجيب..!

ولكن نقول عندما يأتي الإعلان التجاري تغيب الحقيقة.

وقس على ذلك الكثير، لدرجة نستطيع معها القول إنه لا يوجد نزيه في هذا المجال إلا من رحم ربك.

ربما نلتمس العذر إذا كانت الدعاية لا تمس حياة الناس بشكل مباشر، أو كان ضررها قليلاً، لكن إذا كانت متعلقة بمسكنهم وصحتهم فإننا نقول لهؤلاء: انتظروا العقاب من رب العباد.

بعض الأطباء يتعمد إيهام المرضى بضرورة إجراء عمليات في المستشفيات الخاصة (دون حاجة لذلك)؛ بهدف تحصيل مبالغ إضافية، تزيد من رصيده؛ لأن المريض في الجانب الصحي غالبًا لا خيار له، إنما يمشي حسب توجيه الطبيب. وكم من آلاف العمليات التي أجريت دون حاجه؟!

كذلك الدعاية لبعض قطع غيار السيارات أو الإطارات المقلدة، التي أودت بحياة الناس، تعتبر من الأعمال السيئة التي يقوم بها بعض المشاهير. كذلك الدعاية لبعض شركات المقاولات التي تبني مساكن بلا ذمة أو ضمير؛ ليتورط فيها الناس، وتذهب أموالهم هباء منثورًا، تُعتبر من الأعمال السيئة التي تؤكد انعدام الضمير لدى بعض هؤلاء المشاهير.

أعتقد أن محاسبتهم على الدعاية لتلك الكوارث وتعويض المتضررين، حتى يصبحوا عبرة لغيرهم، أمرٌ مطلوب وضروري؛ لنستطيع الحد من تجاوزاتهم، وليعلموا أن المبالغ التي يتحصلون عليها من الدعاية المكذوبة سيدفعون أضعافها إذا لم يكونوا واثقين مما يبثونه.

قانون الغرامات موجود، ولكن يحتاج لتفعيل بشكل قوي على مشاهير التواصل.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org