ثمار نخيل الشوارع ما وضعها؟

تُعتبر النخلة من العلامات المهمة التي تدل على ثقافتنا وأصالتنا؛ لأنها الشجرة الوحيدة التي تعلق بها إنسان هذه البلاد، وبخاصة في وسط السعودية وشرقها حيث بدأ في غرسها عندما امتهن الزراعة. وبالرغم من تنوُّع المحاصيل إلا أن هذه الشجرة تظل هي الأساس، حتى عندما يفكر أحدنا في زراعة بعض الأنواع على نطاق ضيق - في المنزل مثلاً- تجد أن هذه الشجرة هي الخيار الأول؛ فهي خير وبركة وظِل وغذاء.. كما أنها لا تستنزف الماء بكثرة، بل يكفي نسبة معتدلة للسقيا، ويُستفاد منها حتى على مستوى الجريد لصناعة الخوص، وغيره من الاستخدامات.

أمانة الرياض وبقية المناطق التي تنمو فيها هذه الشجرة المباركة أدركت هذا الأمر؛ وسارعت في زراعتها منذ زمن على نطاق واسع في الطرقات والممرات، وداخل الأحياء والحدائق، حتى تجاوزت أعدادها المليون نخلة تقريبًا، تنتج سنويًّا أطنانًا من التمور، حسب أعدادها الموجودة. لكن الملاحظ أن أغلب تلك الأشجار طالها الإهمال وعدم العناية والمتابعة (فقط سقيا)؛ ربما بسبب تكلفتها؛ إذ يستلزم الإنفاق على الشجرة الواحدة سنويًّا أكثر من 1200 ريال؛ ما يعني أن إجمالي تكلفة العناية بنخيل الشوارع يصل إلى مليار ريال، وهو رقم كبير، ولكن بحكم أنها موجودة يفترض التعامل معها بعناية أو إزالتها.. فالملاحظ أنها وقت الإثمار لا يتم تلقيحها، ولا يتم إبعاد الجريد الزائد؛ ما جعلها مصدر تشويه بدلاً من كونها شكلاً جماليًّا. وفي المقابل لو تم الاعتناء بها نستطيع إنتاج ملايين الأطنان من التمور التي يمكن توزيعها داخليًّا وخارجيًّا على المحتاجين، التي تؤكد علو كعب مملكة الإنسانية في تقديم العون لكل محتاج في أصقاع المعمورة.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org