عيدٌ.. بأيِّ حالٍ عُدت يا عيد؟!
كلما هلَّ علينا عيد الفطر في كل عام نتذكر البيت الشهير لإمبراطور الشعر العربي الفصيح، أبي الطيب أحمد بن الحسين الجعفي الكندي الكوفي، المعروف بالمتنبي، والملقب بشاعر العرب (303 – 354 هـ/ 915 – 965 م)، وله مكانة سامية لم تتح لغيره من شعراء العرب بعد الإسلام؛ ولذلك يوصف بأنه نادرة زمانه، وأعجوبة عصره.. فقد ظل شعره إلى اليوم منذ عهد الدولة العباسية مصدر إلهام ووحي للشعراء والأدباء..!
عودًا على بدء، أقول إن ذلك البيت الشهير نردده ويردده كثير من الناس في كل عيد فطر، وسوف يردده كل الأجيال جيلاً بعد جيل، ويتساءل الناس: هل العيد اليوم مثل العيد أمس، أم تغير ولم يعد كالسابق..؟!
بطبيعة الحال، وكما نلاحظ، ذلك السؤال طرحه الشاعر الفذ أبو الطيب المتنبي منذ عصر الخلافة العباسية، وما زال يُطرح وسيُطرح في كل زمان ومكان، وكل جيل يردد ذلك البيت الشهير كلما هلَّ هلال العيد في كل عام، وهو سؤال طبيعي، ويدل على أن الترابط الاجتماعي والتزاور الأسري لم يعد كالسابق بسبب الحياة المدنية التي طغت علينا، وعلى مجتمعنا، وعلى كل المجتمعات العربية والإسلامية؛ لتغيُّر الظروف، والاعتماد على التقنية (السوشال ميديا) السريعة في التهنئة، التي لا تغني عن التزاور، من باب صلة الرحم، خاصة الأقارب والأرحام، وليس فقط من باب العرف لدى كثير من الناس..!!
وهنا كلمة للذين لديهم زوجات مطلقات: هل تذكرتم أبناءكم عند حلول العيد، واشتريتم لهم لباس العيد؛ كي يفرحوا مثل بقية أولاد الناس، أم طواهم النسيان مع زوجاتكم المطلقات، ولا تعلمون عنهم شيئًا..؟!!
كذلك لمن لديهم إخوة توفاهم الله تعالى، ولديهم أبناء أيتام، هل تذكرتم أبناءهم بإدخال الفرح والبهجة عليهم بهدايا وشراء مستلزمات العيد، خاصة إذا كانوا محتاجين؛ حتى يفرحوا بالعيد مثلهم مثل بقية أقرانهم..؟!
نأمل ونتمنى أن يكون ذلك واقعًا ملموسًا، نتذكره كلنا دون استثناء.
وعيدكم مبارك، وكل عام وأنتم بخير.