ولي العهد وكرامة المملكة

منذ توليه ولاية العهد في العام 2017، واجه سمو الأمير محمد بن سلمان تحديات كثيرة، على مختلف المستويات لعرقلة رؤيته المستقبلية للمملكة.

وقد راهن كثيرون على صعوبة تغلّبه على هذه التحديات، لكنه استطاع أن يتغلب عليها بكل جدارة واقتدار.

وقد أخذت هذه التحديات أشكالاً متعددة امتدت إلى الساحة اليمنية التي مثّلت تهديدًا للأمن القومي السعودي من قبل ميليشيات الحوثيين المدعومة من إيران.

وعلى الرغم من "تردد" بعض الحلفاء في دعم موقف المملكة الدفاعي لدرء الخطر الآتي من خاصرتها الجنوبية واستخدام البرنامج النووي الإيراني كفزاعة للتخويف والترهيب، إلا أن قيادة المملكة واجهت هذا التحدي من خلال عاصفة الحزم، ولم تستشر أحدًا، وأفشلت المخطط الإيراني لمصادرة الشرعية وإقامة نظام طائفي في اليمن.

واستطاعت في نهاية المطاف فرض هدنة على الميليشيات الحوثية لوقف نزيف الدم في ذلك البلد العربي.

وعلى الرغم من كل الإجراءات الإصلاحية المؤسساتية والتغييرات الاجتماعية، التي منها تمكين المرأة السعودية ولجم قوى الشد العكسي، ومحاربة الفساد واستغلال النفوذ والإثراء غير المشروع، إلا أن دوائر غربية كثيرة ضغطت من أجل فرض النموذج الغربي، واستغلت بعض القضايا من أجل تشويه صورة سمو ولي العهد ومحاصرته على الساحة الدولية إلى حد التهديد بتحويل المملكة إلى دولة "منبوذة" و"مارقة" بحسب وصفهم. كان هذا الموقف الغربي وما يزال شاهدًا على نفاق من يدّعون الدفاع عن الديمقراطية الذين يكيلون بمكيالين، والشواهد على ذلك كثيرة، ومنها الانتهاكات الإسرائيلية اليومية لحقوق الشعب الفلسطيني والإعدام الميداني المتعمد للمدنيين بينما تقف الحكومات الغربية متفرجة وقد تكتفي بإدانة خجولة لهذه الانتهاكات.

وحاولت أطراف كثيرة تمرير مخططات ومشاريع معيّنة تحت مسميات شتى وروّجت لإشاعات عن صفقات سياسية مع "إسرائيل"، بل حاولت تسويقها وفرضها، لكن قيادة المملكة تدرك بأن "إسرائيل" تأخذ ولا تعطي ولا يمكن لهذه القيادة الحامية للمقدسات الإسلامية أن تكون البوابة المجانية التي يمكن أن تعبر منها "إسرائيل" إلى العالمين العربي والإسلامي، على الرغم من إقامة بعض الدول العربية والخليجية لعلاقات معها.

إن الحديث عن هذه التحديات وما رافقها من تفاصيل علنية وخفية لا ينتهي، لكن قيادة المملكة واجهتها بهدوء وصبر وكانت النتيجة مذهلة، فقد ظلت القيادة ثابتة على مواقفها ومبادئها وظلت تقاتل من أجل كرامة المملكة وإنسانها إلى أن جاء اليوم الذي راجع فيه الآخرون سياساتهم واعترفوا بأخطائهم وتنازلوا عن تعنتهم وكبريائهم.

لقد وضعت الحرب الروسية-الأوكرانية الحكومات الغربية أمام مأزق واختبار صعب في ضوء أزمة الطاقة والغذاء التي باتت تهدد حياة الملايين من البشر واقتصاديات الدول حتى المتقدمة منها، فكان لابد من البحث عن مخرج ومنقذ فجاؤوا إلى المملكة طالبين المساعدة.

لكن قيادة المملكة تعرف لعبة المصالح كما تعرف أهمية دورها في الحفاظ على الاستقرار العالمي فأبدت استعدادها للتعاون مع الخيارات المطروحة، ولكن بحسب تقييمها ورؤيتها وقرارها الوطني المستقل وليس استجابة للإملااءات.

بعد انكسار الطوق الذي حاولوا فرضه على قيادة المملكة، اقتحم سمو ولي العهد الساحة الدولية كأقوى ما يكون وقد خطف الأضواء في جولته الأخيرة إلى اليونان وفرنسا، حيث استقبل بالاحترام الذي يستحقه.

ونتيجة لمواقفه الشجاعة وفي محاولة للنيل منه، تجد بعض وسائل الإعلام الغربية تحاول النيل منه والتقليل من أهمية إنجازاته، ومن ذلك بعض التقارير المغلوطة المطولة التي تشبه روايات جورج اورويل، وقد جاءت مليئة بالإدعاءات والإشاعات.

وقد وصف مصدر رسمي ما جاء في بعض التقارير بالأكاذيب، وقال ردًا على سؤال من كاتب التقرير: "من المؤسف أن المملكة معتادة على الادعاءات الكاذبة ضد قيادتها، وهي عادة ما تكون مبنية على مصادر سياسية خبيثة."

وعلى الرغم من هذه التقارير الخيالية، إلا أن الكتّاب يعترفون بأن سمو ولي العهد إنسان مستقيم ونظيف اليد، مثل والده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وودود وواثق من نفسه ولا تفارق الابتسامة محيّاه. ونرجو أن تدوم هذه الابتسامة ويموت الشامتون بغيظهم.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org