دعوة للتفاؤل مع قدوم العام الجديد
عام جديد يطرق الأبواب، نشرع نافذة الأمل والتفاؤل أمامه، ونستقبله بقلوب مفتوحة، ونفوس مطمئنة واثقة فيما يحمله الغد، إيمانًا بالله تعالى الذي لا يكتب لنا إلا الخير، وثقة في قيادتنا الرشيدة التي تبذل كل ما في وسعها من جهود لأجل ترقية واقعنا، وتحسين معاشنا، وتأخذ بأيادينا نحو مراقي المجد والتطور والرفاهية.
وبالرغم من قسوة بعض التفاصيل التي عشناها خلال العام الماضي، وبالرغم من الجراح التي أوجعت قلوبنا ونحن نشاهد إخوتنا في فلسطين يعانون بطش جنود الاحتلال الإسرائيلي، إلا أن ذلك لن يُسلمنا لليأس؛ لأننا نثق في وعد الله لنا، وننتظر نصره القريب؛ فقد علمتنا تجارب السنين أن الفجر حتمًا سيبزغ بالرغم من سحب الظلام، وأن العدل سوف يسود وإن تطاول ليل الظلم.
كان عام 2023 عام نجاحات غير مسبوقة بالنسبة لنا نحن السعوديين؛ فقد نالت فيه بلادنا شرف تنظيم كأس الأمم الآسيوية، وكأس العالم 2034، وإكسبو 2030.. وغير ذلك من الإنجازات التي لا يسع المقام لذكرها جميعًا. كما واصلت السعودية سيرها في طريق التنمية والازدهار، وارتفعت مكانتها الاقتصادية؛ ليصبح اقتصادها الأسرع نموًّا ضمن مجموعة العشرين، وتواصل العمل في المشاريع الاقتصادية النوعية.. وتم تدشين العديد من الشراكات والمشاريع التي لفتت انتباه العالم أجمع.
كل تلك النجاحات تحققت – بعد توفيق الله – بسبب وجود قيادة واعية ورشيدة، تعمل لصالح شعبها، وتجيد تطوير واقعه، وتطرق الأبواب كافة التي تؤدي لإسعاده، وازدهار حياته؛ لذلك استحقت بجدارة هذا التلاحم الشعبي الفريد، والالتفاف حولها، وارتفاع معدلات الولاء والانتماء التي أصبحت سمة ملازمة لهذا الشعب النبيل.
لذلك لا عجب إن كان جميع السعوديين يشعرون بالتفاؤل، ويزداد لديهم اليقين بأن واقعهم يسير إلى الأفضل، وأن مستقبل أجيالهم المقبلة سيكون مشرقًا – بإذن الله – ما دام يوجد هناك من يسهر لأجل راحتهم، ويبذل الجهد لأجل رفاهيتهم.
سيعود العام المقبل -بإذن الله- ليجدنا قد قطعنا شوطًا إضافيًّا في مسيرتنا الظافرة المنتصرة بإذنه تعالى؛ لأن طموح هذا الشعب العظيم لا يحده حدود، وهمته بحجم جبل طويق كما قال ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله –، الذي يعرف جيدًا كيف يقود الجهود لتحقيق الأهداف المحددة.
في مقابل هذه النظرة الموضوعية هناك من يجلس وحيدًا حارمًا نفسه من متعة الإحساس بالأمل، بعد أن وضع نفسه خلف قضبان من اليأس والتشاؤم، وأصابه الإحباط بعد أن فشل في تحقيق أحد أهدافه أو بعضها، بالرغم من أن هذا الفشل يمكن أن يكون نعمة إذا كان الإنسان يمتلك قوة العزيمة والإرادة؛ ففي هذه الحالة يملأ دواخله بالرغبة في العمل، وتكرار المحاولة، والانطلاق من جديد.. ففي هذه الحالة يكون الإخفاق دافعًا للتجويد والنجاح؛ لذلك يجب أن نتحلى بالتفاؤل، ونملأ أنفسنا بالأمل، ونعمل لأجل تحقيق مستقبل أفضل وأكثر إشراقًا، ونكون أكثر ثقة في أن العام الجديد سوف يكون مليئًا بالخير والاستقرار؛ فالاستبشار يمثل أفضل بداية للعام الجديد.
ففي عالم اليوم لا مكان للمتكاسلين وأصحاب النفوس الهشة التي تنكسر عند أول امتحان حقيقي؛ فالعالم الذي نعيش فيه لا يعترف بغير الأقوياء، ولا يضع حسابًا لمن لا إرادة له ولا عزيمة.
التهنئة أرفعها لجميع الذين شرَّفهم الله بالانتماء لهذا الوطن العظيم، وأنعم عليهم بنعمة أن يكونوا سعوديين، ومنح هذه البلاد قيادة واعية، تعمل لأجل إنسانها، وتضع نصب عينيها مصلحته.. ولا نملك لها جزاء إلا الدعاء لله أن يديم على قائد المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان –حفظهما الله– موفور الصحة والعافية.