القبول الجامعي بلا مكافأة...!

مع اقتراب بداية كل عام دراسي يدخل الأهالي في دوامة القبول الجامعي لأبنائهم وبناتهم؛ إذ يجتهد الجميع للحصول على مقعد جامعي بدلاً من جلوس هذا الطالب أو الطالبة في المنزل بدون دراسة تقيه شرور الفراغ، وبخاصة مع الانفتاح التقني الذي جلب كل شيء بين أيديهم؛ وهو ما يُسهّل ويساعد على الوقوع في المشاكل -لا قدر الله-؛ فنحن نعيش في زمن تصعب فيه السيطرة على الأبناء، خاصة مع الفراغ الزائد؛ لذلك من أهم أسباب عزل هذا الجيل عن المخاطر والفساد هو قتل الفراغ قدر المستطاع؛ فينشغلون بالدراسة أو العمل.

وفي حال لم يجد الأهالي قبولاً لأبنائهم في الجامعات فإن البديل هو التعليم الجامعي الأهلي، وهذا لا يستطيع الجميع تحمُّل تكاليفه؛ وبالتالي سيصبح هذا الطالب أسيرًا للفراغ القاتل الذي يعود بالشر على والدَيْه ومجتمعه بحكم أن أغلب خريجي الثانوية في هذه المرحلة العمرية -وأهاليهم كذلك- لا يفضلون إلحاق أبنائهم بالوظيفة قبل الحصول على شهادة جامعية، تساعده -بإذن الله- على الحصول على وظيفة جيدة مستقبلاً.

تتحمل الجامعات الحكومية عبئًا كبيرًا ومصاريف باهظة وطاقة استيعابية، تحتم عليها عدم تجاوُز عدد مُعيَّن بحكم وجود نفقات إضافية لكل طالب يتم قبوله. ومن أبرز تلك النفقات المكافأة الشهرية التي تُصرف للطلبة والطالبات، خلاف زيادة عدد أعضاء هيئة التدريس مع ارتفاع عدد الطلبة، وغيرها من نفقات، ولكن الاقتراح أن تم تقنين تلك المصاريف في مقابل زيادة عدد المقبولين في الجامعات؛ فيتم تحديد المكافأة الشهرية للطلبة الذين يحققون نسبًا محددة في الثانوية العامة، وما عدا ذلك يتم قبولهم بدون صرف مكافأة، ويمكن زيادة أو توسيع القاعات؛ لتضم عددًا أكبر من الطلبة؛ ليتم ضمهم تحت أستاذ واحد، وبخاصة التخصصات النظرية التي لا تحتاج أصلاً إلى تركيز كبير مع الأستاذ.

هذا الاقتراح سيحقق مزايا عدة، منها: أنه سيخلق منافسة كبيرة بين طلبة الثانوية لتحقيق نسبة عالية للحصول على المكافأة الجامعية. أيضًا سيرفع من درجة الجد والاجتهاد لدى الدارسين؛ لأن نيلهم المكافأة يعني التميز. كذلك سيحقق القبول لجميع الطلبة والطالبات، ويرفع عن الأهالي هم التفكير بعد الثانوية، وكيفية إلحاق أبنائهم بالجامعة.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org