كثير من العادات التي توارثناها عن آبائنا وأجدادنا ما زالت باقية ولم تندثر؛ لأنها أصالة الماضي، وعراقة الحاضر.. ففي قريتي العباس في منطقة الباحة –مثلاً- لا يزال التكاتف والتراحم والود يشغل حيزًا من حياة الناس؛ فتجدهم سبّاقين إلى فعل المعروف، وإغاثة الملهوف، ومواساة المصاب، وتهنئة كل من يقدم على الزواج، أو يرتقي لمرتبة، أو يحقق النجاح في عمله أو في دراسته أو في أي شأن من شؤون الحياة.. فتجد الكبير يتقدم الصغير في فعل الخير، والصغير يحترم رأي الكبير ويجله. تعلمنا طاعة كبارنا وشيوخنا؛ لأنهم قدوتنا في جميع الأمور الدينية والدنيوية، وبما يحثوننا عليه من ولاء وطاعة لقادة هذه البلاد وللحكومة الرشيدة، وبما يغرسونه فينا من حب للوطن.. وعندما نستمع في أي مناسبة إلى كلمة عريف قريتنا نجد أنها لا تخلو من الإشادة بولاة أمرنا، وما يقدمونه للوطن ولأبنائه من رعاية واهتمام، والتشديد على عدم الخروج عن أوامرهم وتوجيهاتهم التي تصبُّ في مصلحة الجميع.
يُقام في كل عام في عطلة الصيف دوري لجميع الألعاب الرياضية، ويتقدمها دوري كرة القدم الذي تشارك فيه العديد من الفِرق، وتُقام على ملعب قرى العباس، الذي تم إنشاؤه على نفقة أبناء القرية، وقد شارك في افتتاحه عدد من المسؤولين في منطقة الباحة، الذين أشادوا بالجهود التي بُذلت حتى أصبح الحُلم حقيقة لجميع شباب القرية؛ فقد وجدوا في هذا المشروع المتنفس لمزاولة ميولهم الرياضية، برعاية من أولياء أمورهم الذين يحضرون لمؤازرتهم وتشجيعهم، والمشاركة في تكريمهم.. فلكل من ساهم أو شارك في هذا المشروع نقول: بارك الله جهودكم، وسددكم. ونتمنى من جميع القرى المجاورة أن يحذوا حذو هذه القرية لإشغال وقت فراغ أبنائهم بما يعود عليهم بالنفع والفائدة.