هل أصبحت الرياضة معول هدم؟
بعد سنوات قليلة ستقوم السعودية باستضافة كأس العالم لكرة القدم، وقد بذل المسؤولون الجهود الكبيرة حتى أصبح الحلم حقيقة، والخيال واقعًا، ننتظره جميعًا.. وقد بدأت الجهود لتحقيق النجاح الذي تصبو إليه قيادتنا الرشيدة، وننشده جميعًا؛ فقد تم اعتماد مشاريع عدة لتطوير الملاعب الرياضية الحالية، واعتماد مشاريع رياضية جديدة في كثير من المدن، وقد بدأ العمل في تنفيذها؛ لتكون جاهزة ومكتملة خلال السنوات القادمة بإذن الله تعالى.
هذه المقدمة سقتها لأوضح لجماهير الكرة في السعودية، وفي مقدمتهم رجال الإعلام، أننا مقبلون على أحداث ليست كبقية الأحداث؛ فهي تحتاج منا جميعًا إلى الوقوف إلى جانب المسؤولين عن الرياضة لإنجاحها، ولن يتم ذلك في ظل ما يحدث حاليًا من تراشق بين الإعلاميين، أو جماهير الأندية، عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي. ومع الأسف فقد انجرف في ذلك إعلاميون كنا نعدهم قدوة للمجتمع يُصلحون ولا يفسدون؛ فلقد أخذتهم العزة بالإثم؛ فارتكبوا المحظور في كتاباتهم ظنًّا منهم أنهم سيجدون التأييد والتفاعل مع ما يكتبون، وما علموا أنهم سقطوا من أعين الكثيرين؛ لأنهم أصبحوا معول هدم لأخلاقنا التي نشأنا وترعرعنا عليها، وبفعلهم هذا أصبحنا حديث الأوساط من حولنا، منتقدين ما يدور لدينا من إسفاف وتندر؛ فهذا يتهم الآخر بما ليس فيه، وذاك يصطنع أخبارًا كاذبة ليرضي مناصريه، بل إن الأمور وصلت إلى القذف والطعن في الشرف، ووصلت بعض القضايا إلى المحاكم، وتم إصدار الأحكام القضائية أو القانونية فيها، وخرج علينا أصحابها بعد ذلك معتذرين على ما بدر منهم.
إننا في حاجة إلى إعادة النظر في الواقع الذي نعيشه؛ فاليوم لم يعد ما نكتبه ملكًا لنا بعد نشره، فإما نكون بما نكتب معول هدم وخراب، أو إصلاح وبناء. وعلى الجهات المعنية من الإعلام والأمن وهيئة الفساد اتخاذ إجراءات أكثر صرامة وردعًا وعقابًا؛ فكما يقال (مَن أَمِن العقوبة أساء الأدب).