كيف تصبح السياحة الداخلية خيارنا الأول؟
كيف يمكن أن تصبح السياحة الداخلية في مملكتنا الخيار الأولى لدينا نحن السعوديين؟ وهذا أمر بديهي نسبة إلى ما تتمتع به مملكتنا من أمن واستقرار، بفضل الله أولاً، ثم بفضل قيادتنا الحكيمة، وما يبذلونه من جهود.
واللافت للنظر أن مملكتنا شهدت خلال الفترة الماضية، وتقريبًا خلال الأعوام الثلاثة الماضية، والعام الحالي، اهتمامًا كبيرًا وغير مسبوق بمنظومة السياحة، التي تقف على رأسها وزارة السياحة، وهيئة السياحة، وهيئة الترفيه، إضافة إلى صندوق التنمية السياحية، والجهات الأخرى ذات العلاقة في القطاع الخاص.. وتحتاج هذه الجهات جميعًا إلى بذل المزيد من الجهود للوصول إلى نسبة 10% مساهمة السياحة في الناتج المحلي، وذلك عند بلوغ عام 2030، كأحد مستهدفات رؤية السعودية. وهذا الهدف ليس ببعيد المنال؛ فكل الإمكانيات متوافرة، والإرادة متوافرة، والخطط والبرامج متوافرة.. والمطلوب تسارُع الخطوات.
وما يبشر بتحقيق هذا الهدف المزايا العديدة التي تتفرد بها السعودية؛ لتصبح إحدى أبرز الوجهات السياحية عالميًّا، ومن أبرزها ما تمتلكه البلاد من مواقع تراثية وأثرية وتاريخية، لا تُقدر بثمن، منها -على سبيل المثال- المواقع المسجلة في لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو العالمية، التي تتمثل في حي طريف،كأبرز موقع تراثي بالدرعية، وجدة التاريخية، والرسوم الصخرية في حائل، ومدائن صالح في العـلا، وواحة الأحساء، وآبار حمى بنجران.. وكلها مواقع تاريخية وأثرية ذات قيمة عالية، لا توجد في أي مكان في العالم، هذا إلى جانب احتضان السعودية أطهر بقعتين في العالم (مكة المكرمة والمدينة المنورة)، اللتين تضمان الحرمين الشريفين، بجانب مواقع مقدسة أخرى.
ويمكن أن تكون كل هذه الأماكن التراثية والأثرية والتاريخية التي أشرت إليها أعلاه، إذا ما وجدت ترويجًا عالميًّا، أحد أبرز مصادر الجذب للسياحة في بلادنا، ونستهدف بها الأسر والسياح والزوار من داخل وخارج السعودية، كما يمكن أن تصبح مصدر جذب للاستثمارات السياحية النوعية من جانب المستثمرين المحليين والأجانب؛ وهذا الأمر يمكن أن يساعد على توفير الآلاف من الفرص الوظيفية لأبناء وبنات الوطن.
وما يعزز من هذا الاتجاه السياحي والاستراتيجي الانفتاح السياحي العالمي الذي أطلقته بلادنا لاستقبال مختلف السياح والزوار من جميع دول العالم، وتبع ذلك مبادرة في غاية الأهمية، هي إصدار تأشيرة المرور الجديدة التي تُسهِّل للمسافرين إمكانية التوقُّف للعمرة والسياحة، التي تتم بكل سهولة ويُسر من خلال المنصات الإلكترونية، كإجراء سريع يتوافق تمامًا مع التحول الرقمي الذي يتم توظيفه في كل قطاعات الدولة، في القطاعين العام والخاص.
إن ما قلته عن كيف تصبح السياحة الداخلية خيارنا الأول يجب أن يكون هدفًا استراتيجيًّا، نعمل على تحقيقه في القريب العاجل؛ لأن بلادنا تمتلك كل أدوات النجاح في هذا الصدد.