عندما أطلق صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، رؤية المملكة 2030 التي تحمل كل تطلعات وأحلام الشعب السعودي؛ اعتقد البعض أنها تشمل التوجهات الاقتصادية والسياسية فحسب، ولكن بحنكة قائد التحول الحياتي في المملكة كانت تحولًا يشمل كل نواحي الحياة ومجالاتها من خلال مخرجات هذه الرؤية ومبادراتها.
وما مبادرة السعودية الخضراء إلا حلمٌ ظلّ يراود كل سعودي على مر السنين، ليصبح اليوم واقعًا ملموسًا من خلال النظرة الثاقبة التي وهبها الله لسموه.
وبصفة السعودية منتِجًا عالميًّا ورائدًا للنفط، وعلى حجم المسؤولية في دفع عجلة مكافحة أزمة المناخ، والتحديات البيئية، مثل: التصحر الذي يشكل تهديدًا اقتصاديًّا للمنطقة "حيث إن 13 مليار دولار تستنزف من جراء العواصف الرملية في المنطقة كل سنة"، وتلوث الهواء من غازات الاحتباس الحراري الذي قلَّص متوسط عمر المواطنين بمعدل سنة ونصف السنة، فجاءت مبادرة السعودية الخضراء لتعمل على رفع الغطاء النباتي، وتقليل انبعاثات الكربون، ومكافحة التلوث وتدهور الأراضي، والحفاظ على الحياة البحرية.
وكما تَمَثّل دور السعودية الريادي في استقرار أسواق الطاقة خلال عصر النفط والغاز، فإن السعودية ستعمل لقيادة الحقبة الخضراء القادمة.
إن من أبرز مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء: العمل على تقليل الانبعاثات الكربونية بأكثر من 4% من المساهمات العالمية، وذلك من خلال مشاريع الطاقة المتجددة التي ستوفر 50% من إنتاج الكهرباء داخل المملكة بحلول عام 2030م، ومشاريع في مجال التقنيات الهيدروكربونية النظيفة التي ستمحو أكثر من 130 مليون طنّ من الانبعاثات الكربونية، إضافة إلى رفع نسبة تحويل النفايات إلى 94%.
إن المملكة مصممة على إحداث تأثير عالمي دائم، وانطلاقًا من دورها الريادي؛ ستبدأ العمل على مبادرة الشرق الأوسط الأخضر مع الدول الشقيقة في مجلس التعاون لدول الخليج العربي والشرق الأوسط، وتسعى بالشراكة مع الأشقاء في دول الشرق الأوسط لزراعة 40 مليار شجرة إضافية في الشرق الأوسط، مبينًا أن البرنامج يهدف لزراعة "50 مليار" شجرة، وهو أكبر برنامج إعادة تشجير في العالم، وهو ضعف حجم السور الأخضر العظيم في منطقة الساحل "ثاني أكبر مبادرة إقليمية من هذا النوع".
وفي ظل كل هذه المعطيات والمؤشرات الإيجابية والخطوات التي تم رسمها، ستصبح المملكة نموذجًا عالميًّا في مواجهة التغير المناخي مستقبلًا.
ومنتدى مبادرة السعودية الخضراء في شرم الشيخ تحت شعار "من الطموح إلى العمل"، وبحضور دولي كبير؛ جاء ليثبت ويركز على نهج السعودية للحدّ من الانبعاثات الكربونية للوصول إلى الحياد الصفري من الانبعاثات الكربونية.
إن الهدف الأساسي من هذه المبادرة هو رفع مستوى جودة الحياة وحماية البيئة وخلق مناخ صحي آمن للأجيال القادمة للمملكة.