الصدقة

تم النشر في

الصدقة لغة مايُعطى للفقير ونحوه من مال أو طعام أو لباس على وجه التقرب لله تعالى واصطلاحاً هي العطية التي يبتغى بها الثواب من الله تعال وشأنها عظيم جداً عند الله سبحانه وتعالى ومايدل على ذلك تلك الآيات العظيمة التي جاءت تدعوا للصدقة وأمر الله سبحانه بها قبل فوات الأوان فقال سبحانه(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ ۗ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ) ولكن الموتى أدركوا تلك الحقيقة بعد فوات الأوان فقال سبحانه( وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ) وحثنا الكريم ألا ننفق إلا مما نحب وأن يكون طيباً (لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ) وقال سبحانه ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ ) والصدقة للقريب أولى فهي صلة وصدقة ( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ ۖ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ ) وأفضل الصدقة هي الماء ( وَنَادَىٰ أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ) وذكر المفسرون أنه لو كان هناك شيء أعظم من الماء لسأل أهل النار أهل الجنة به.

وذكر أهل العلم والمفسرون في بيان أفضلية السر و العلانية في الأعمال الصالحة ومنها الصدقات أنها تختلف بإختلاف المصلحة المرجوة منها فإن كانت للإقتداء وإظهار شعائر الدين فهي أفضل من السر وإن كانت خوفاً من الرياء فهي سراً أفضل (إِن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ ۖ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۚ )

وطبيعة النفس البشرية مجبولة على البخل( وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ ۚ ) فالإنسان مهما بلغ فيه من العطاء فإن الأصل فيه هو الإمساك ( قُل لَّوْ أَنتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَّأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنفَاقِ ۚ وَكَانَ الْإِنسَانُ قَتُورًا) والله سبحانه وتعالى هو المعطي دون حساب فمهما بلغ ماعندك من خير سيفنى يوماً ( مَا عِندَكُمْ يَنفَدُ ۖ وَمَا عِندَ اللَّهِ بَاقٍ ۗ) .

ومما يدل على فضل الله ورحمته تنوع الصدقات وشمولها لتؤكد على كل ما يحقق الترابط والأمان للمجمتع فالكلمة الطيبة صدقة ومغفرة زلة أخيك المسلم صدقة( قَوْلٌ مَّعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِّن صَدَقَةٍ يَتْبَعُهَا أَذًى ۗ وَاللَّهُ غَنِيٌّ حَلِيمٌ ) حتى تبسمك في وجه أخيك صدقة كما جاء ذلك في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم فالمهم أن تخلص نيتك لله سبحانه مبتغيا بذلك وجهه وأن لا تحتقر من المعروف شيئا ( وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ ) وفي الحديث أمرنا الرسول عليه الصلاة والسلام بالصدقة ولو بشق تمرة ماذا تغني ؟ ولكن هذا يأتي بشق وآخر بشق وهكذا حتى تغذي أمة ويعم الخير الجميع واعلم أن إمساكك شرٌ وليس فيه خير وماعندك إنما هو من فضل الله وحده ليس لك فيه شيء ( وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُم ۖ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ ۖ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۗ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ )

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org