مرحبًا هيل.. عد السيل!!
بهذه العبارة تستقبل الباحة ضيوفها من داخل السعودية ومن خارجها، بدءًا من أميرها صاحب السمو الملكي الدكتور حسام بن سعود بن عبدالعزيز، وانتهاء بجميع أهالي المنطقة، التي خطت خطوات كبيرة خلال الأعوام الماضية، وشهدت نقلة نوعية في شتى المجالات التي يتطلع إليها أبناء المنطقة وزوارها.
"مرحبا هيل.. عد السيل" لم تكن كلمة عابرة؛ فقد توارثها أهالي المنطقة كابرًا عن كابر؛ فهي تنبع من القلب للترحيب بكل مَن يفد إليها من داخل السعودية ومن خارجها.
لقد شاهدتُ الاهتمام الكبير من أمانة الباحة بعدد من المتنزهات، التي تشهد تزاحمًا شديدًا؛ إذ إن معظم الزوار لا يجدون أماكن للجلوس، فيعودون من حيث أتوا للبحث عن أماكن أخرى، يقضون فيها بقية يومهم مع أسرهم، بينما يعود البعض الآخر إلى منازلهم وسط امتعاض من جميع أفراد الأسرة من هذا الموقف. نعم، يوجد هناك العديد من المتنزهات المنتشرة في المنطقة، لكنها لم تلقَ الاهتمام الكبير الذي يشهده متنزه رغدان ومتنزه الحسام؛ فالخدمات فيها قليلة، والمستثمرون يتهربون من الاستثمار فيها خوفًا من الخسارة؛ فلا يوجد فيها ما يشجع الزائر وعائلته من ألعاب مختلفة إلا ما ندر، يتسابق الأطفال عليها. وقد تحدث بعض المشاجرات عندها.
لقد اختارت أمانة الباحة هذا العام اسمًا لصيف الباحة، أطلقت عليه (صيِّف في الباحة تراها أروق). وهذا الاسم اعتمد على المناظر الجميلة والطبيعة الخلابة؛ إذ اكتست الجبال والأودية بالخضرة بعد أن شهدت المنطقة هذا العام هطول أمطار، جعلت معظم الأودية عبارة عن شلالات، جلبت المصطافين والسياح إليها بكثافة.
لقد عمد الأهالي في بعض القرى إلى إنشاء مقار لإقامة بعض المهرجانات والدوريات المحلية بجهود ذاتية؛ لإشغال وقت الشباب بما يعود عليهم بالنفع والفائدة من برامج رياضية واجتماعية وغيرها. وقد كانت قرى العباس في بني ظبيان السباقة في هذا المجال؛ إذ بدأت هذه الأنشطة والبرامج منذ أكثر من سبع سنوات، وأصبحت مضرب المثل لبقية القرى في المنطقة؛ إذ سعت العديد من القرى إلى تطبيق ذلك فيها، وكان الجميع يتطلعون إلى مساهمة بعض الإدارات الحكومية ذات العلاقة بالمنطقة مع الأهالي ماديًّا ومعنويًّا.
وأخيرًا.. مثلما تستقبل الباحة ضيوفها بالمحبة والترحاب من المفترض مبادلة ذلك الترحيب والحفاوة بالمحافظة على كل المكتسبات في المتنزهات والحدائق، وعدم العبث بها، والمحافظة على النظافة بترك المكان أفضل مما كان.. فلقد شاهدنا عمال البلدية يجوبون كل مكان في المتنزهات وهم يحملون أكياس النفايات؛ فمن الواجب التعاون معهم، أو وضع النفايات في الحاويات المخصصة لها حفاظًا على الذوق العام، وقبل ذلك صحة الجميع.