سوق لمنتجات وإبداعات السجناء..!

النظرة للسجن في الآونة الأخيرة لم تعد كما في السابق؛ إذ تقوم أغلب المجتمعات المتحضرة بتأهيل هذه الفئة؛ لتصبح فاعلة في المجتمع؛ بما يعود على الجميع بالخير والفائدة.

السجون في المفهوم الحديث لم تعد تهذيبًا وإصلاحًا فقط، إنما تحولت إلى معامل إنتاج، يستطيع من خلالها النزيل ممارسة هوايته أو حرفته.

وفي السعودية يتم تدريب السجناء على العديد من الحِرف والمهارات التي تُكسبهم الخير والفائدة، سواء خلال وجودهم داخل السجن، أو بعد خروجهم؛ لينتفعوا منها عن طريق ممارسة العمل الحر الشريف دون العودة لمخالفة القانون مرة أخرى.

لا شك أنه يوجد الكثير من النزلاء يرغبون في مزاولة هواية أو حِرفه داخل السجن، تُبعد عنهم الملل، كما يوجد البعض ممن لديه هوايات أو حِرف يتمنى تطويرها، ولن يجدوا مكانًا مناسبًا لذلك أكثر من السجن بحكم تفرغهم التام في هذا المكان؛ ما يعني أنهم سيُبدعون في هذه النشاطات دون شك.

الجهات المعنية أدركت هذا الأمر، وقامت بتطوير تلك الأنشطة، وتزويدهم بما يحتاجون إليه من أدوات ومعدات لممارسة نشاطهم، وكذلك فتحت مجال التدريب لمن يرغب في تطوير قدراته في مهنة معينة، ومع مرور الوقت - وبخاصة ممن يقضون فترات طويلة في السجن - أصبح هناك كثافة في الإنتاج، وجودة في عدد من الصناعات، مثل النجارة والحدادة والفن التشكيلي والملابس.. وغيرها؛ وهو ما يستلزم تصريفًا لتلك البضائع؛ حتى يستفيد السجناء من ذلك الإنتاج، ولا يصبح مجرد عمل روتيني، لا يُستفاد منه.

أتمنى على الجهات المعنية عمل سوق لعرض منتجات السجناء، وبيعها للجمهور؛ حتى يشعر السجين بأهمية عمله؛ بما يشجعه على الانطلاق في هذه المهنة بعد خروجه من الإصلاحية، وكذلك تحقيق مداخيل لهم، تستفيد منها أسرة السجين.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org