استشارات أُسرية.. "تيك أواي"..!!
من عجائب وغرائب بعض المستشارين/ ات الأسريين أن يُقدِّموا نصائح للأزواج بنظام (تيك أواي)؛ فبمجرد سماعهم من طرف واحد يصدرون حكمًا نهائيًّا للطرف الشاكي الذي أوصل شكواه لهم دون التريث أو الاستماع للطرف الثاني حتى يصدر حكمه على بينة من أمره..! ذلك لأن المستشارين الأسريين مؤتمنون على أسرار الأُسر، وعلى تقديم النصائح لهم بكل وضوح وشفافية دون التحيز لطرف على حساب آخر، مهما كانت الظروف والمبررات، ولأنهم - أي المستشارين الأسريين - مثل القضاة؛ يجب عليهم الاستماع للطرفين؛ حتى يعطوا استشارة واضحة وشفافة دون التحيز لأحد الطرفين من الزوجين، بل ذلك يعتبر أمرًا بدهيًّا، لكن حينما صدر من أحدهم - أي المستشارين الأسريين - وجب التنويه والتعليق؛ لأنه (لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة)..!
ما دعاني للكتابة عن ذلك قراءتي قبل فترة "ثريد" مطولاً لمستشارة أسرية على موقع X، ذكرت فيه قصة لأحد الأزواج، شكا لها من أفعال زوجته ما يشيب له شعر الولدان، بحسب كلامه لها الذي قد يكون فيه تجنٍّ على زوجته!! فضلاً عن أنه يعتبر كلامًا نظريًّا، ولا يعتد به عند العقلاء، طالما حكمنا من طرف واحد..!!
وذكرت قصة ذلك الزوج الملائكي، وقد يكون فيما لو صدق في روايته..!
وفي نهاية ذلك "الثريد المطول بالتفصيل" أصدرت المستشارة الأسرية الهمامة حكمها وفتواها الأسرية بقولها بعد ذلك السرد المطول: "كان الله في عونك أيها الزوج المسكين..!! وكيف صبرت على هذه الزوجة النكدية كل تلك السنوات..؟!!"؛ ولذلك امتلأ لديها "المنشن" بعشرات الردود التي تستنكر عليها ذلك الحكم الغريب؛ لأنها استمعت من طرف واحد فقط، وهو الزوج ..!!
مما يثير العجب والدهشة معًا أن تلك الاستشارية هي ملء السمع والبصر، وأصدرت حكمها مسبقًا على الزوجة دون أن تكلف نفسها بالرجوع للزوجة، والتواصل معها، وأخذ إفادتها على أقل تقدير؛ حتى تكون منصفة للطرفين، وتتأكد من شكوى الزوج الهمام، الذي "طار بالعجة" حينما وقفت معه تلك الاستشارية الأسرية، وجعلت كل الحق معه، ووقفت ضد الزوجة المسكينة، التي قد لا تعلم عن تلك الفتوى الاستشارية على طريقة "تيك أواي"..!!