تطوير الذكاء العاطفي في التشجيع الرياضي

تم النشر في

البعض يعتقد أن الذكاء العاطفي ينحصر في الحب والرومانسية وعلاقات الغرام والهيام.. وهذا فَهْم قاصر، ينقصه الكثير من الاستيعاب لعمق وأهمية الذكاء العاطفي.

الذكاء العاطفي مرتبط بكل مشاعر الإنسان، وكل ما يدور في نفسه.

الذكاء العاطفي هو قدرة الإنسان على فَهْم وتحديد مشاعره، ومعرفة كيفية إدارتها بالشكل الصحيح الفعال، وكيفية توظيفها في مواقف الحياة المختلفة، بما يتلاءم مع كل موقف. وإضافة إلى ذلك فإن الذكاء العاطفي يتضمَّن القدرة على إدراك مشاعر الآخرين التي يُظهرونها مع تفهُّمها دون الانغماس الكامل فيها.

الذكي عاطفيًّا في المجال الرياضي يعيش حياته باستقرار نفسي عالٍ؛ يفرح بشكل معقول مع كل فوز، ويحمد الله على ذلك، ويتأثر تأثرًا لحظيًّا مع أي خسارة عارضة، ولا يسخط على المدرب واللاعبين، ويدرك أن الحياة تسير بشكل موجي، ولا يمكن أن تستمر على وتيرة واحدة.

الذكي عاطفيًّا لا يفرح بخسارة الآخرين، ولا تعنيه الصعوبات التي تواجه المنافسين، ولا يركز إلا على نتائج فريقه وبطولاته ونجاحاته.

لا يقلل من شأن المنافسين، ويبارك لهم مباشرة بالفوز. ولعل تحية بعض الجماهير الرياضية للاعبي النادي الفائز نهاية المباراة دليلٌ على وعي ومحبة الخير للآخرين، وتقبُّل الأقدار أيًّا كانت.

حضور الجماهير المباراة التي تلي خسارة فريقهم دلالة على النضج الانفعالي، والقدرة على إدارة المشاعر بالشكل الصحيح.

خسارة واحدة لا تعني نهاية المطاف، وإنما إخفاق بسيط في مسيرة مليئة بالتفوق والتميز.

أحزنُ وأستغربُ عندما يشمت أحدهم بالآخرين، ويُظهر في تعليقاته الفرح الغريب بخسارة الآخر.

هناك عدوانية دفينة لدى البعض، ويجب عليه أن ينقي نفسه، ويُطهّر قلبه منها؛ حتى يعيش بسلام ومحبة.

ما أجمل أن يعيش الإنسان حياته بمهارات الذكاء العاطفي، وأن يفهم مشاعره، ويعرف كيف يُعبّر عن نفسه من خلالها في الوقت الملائم والظرف المناسب.

ما أروع الحياة مع تفهُّم ظروف الآخرين، ومساعدتهم للوصول إلى مستوى السعادة المنشودة للجميع.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org