متى نستثمر اختراعات أبنائنا وبناتنا..؟

نسمع دائمًا عن نجاحات أبنائنا وبناتنا في تقديم وعرض ابتكاراتهم الصناعية في المعارض الدولية، وما يصاحب ذلك من نجاح وإشادة كبيرة من الجمهور ووسائل الإعلام في تلك الدول المستضيفة للمعارض؛ وهو ما يؤكد أن تلك الاختراعات جيدة، ويمكن تطبيقها على أرض الواقع، وليست مجرد عرض وقتي ينتهي سريعًا. أيضًا عند عرض تلك الابتكارات في المعارض المحلية تحقق نجاحًا كبيرًا، وجمهور واسع يأتي لمشاهدة هذه النجاحات العلمية لأبنائنا وبناتنا، ومدى التميز الكبير الذي وصل إليه مخترعونا؛ وهو ما يُبشِّر بنقلة علمية لبلادنا خلال السنوات القادمة -بإذن الله-.

ولعل أكبر دليل على ذلك أن عدد الاختراعات السعودية خلال عام واحد تجاوز أعداد الاختراعات في الدول العربية مجتمعة.

وما يحزننا أن تلك الابتكارات لا نشاهدها إلا في المعارض فقط؛ إذ تختفي بعد ذلك، ويذهب جهد هؤلاء المخترعين سدى؛ ما يعمل ردة فعل نفسية سيئة لهؤلاء المبدعين؛ ولا يعودون للاختراع والتطوير مرة أخرى.

ولكن تخيلوا لو تم استثمار بعض هذه الابتكارات، ماذا ستكون النتيجة؟ بالتأكيد ستحقق نجاحًا علميًّا للبلد وللمخترع، خلاف أنها ستكون حافزًا لغيره من المبدعين لبذل المزيد من الجهد والاجتهاد؛ ليحقق اختراعه البروز والتميز؛ وهو ما يساهم في نجاح صاحب الاختراع، وتحقيقه المكاسب العلمية والمادية.

الجميل في هذه الابتكارات أنها قريبة من البيئة المحلية، وليست صعبة التطبيق، ويمكن تصنيعها بأعداد بسيطة لمعرفة مدى نجاحها من عدمه.

نحن لا نطلب تصنيع جميع الاختراعات، ولكن في المقابل لا يمكن إهمالها جميعًا. يمكن للجامعات أو مراكز البحث أو الشركات الكبيرة تبنِّي بعض الاختراعات، ودعمها، وإبرازها للجمهور، وبيعها؛ لتصبح سلعة متداوَلَة في الأسواق، وفي حالة نجاحها سيستفيد الجميع.

يجب ألا نستهين بتلك الإنجازات العلمية؛ فأغلب الصناعات الحديثة، مثل السيارات والطائرات، وبقية الأجهزة، بدأت بأفكار بسيطة مماثلة، ولكنها وجدت مَن يتبناها.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org