ضدان لا يجتمعان: النزاهة والفساد!!

النزاهة والفساد ضدان لا يجتمعان؛ فالنزيه من المستحيل عادة أن يكون فاسدًا، ومن كان فاسدًا من المستحيل أيضًا أن يكون نزيهًا..! ولدى كل العقلاء النزاهة هي الأصل، والفساد هو أمر طارئ، تحكمه أمور وظروف قد تتهيأ - مع أن الفساد حتمًا لا يُبرَّر له..!! - للمرء حتى يكون فاسدًا، خاصة إذا كان هو المسؤول عن تلك المنشأة أو تلك الإدارة، وقد تكون لديه صلاحيات كبيرة لثقة ولاة الأمر - حفظهم الله تعالى - فيه وفي غيره من المسؤولين؛ ولذلك أُعطيت له في مجال عمله حتى لا تكون المركزية هي الحائل، خاصة في أمور التوظيف وما يتعلق به؛ لذلك قد تُستغل تلك الصلاحيات في تعيينات وتوظيف الأقارب والمعارف والأحباب بما يتنافى مع مصلحة العمل، وهنا قد يقع الفساد؛ وبالتالي يكون المسؤول قد ارتكب جرمًا بحرمان أناس مؤهلين بحجبهم واستبعادهم، وقد يكون استبدالهم بأشخاص غير مؤهلين، وهنا تحدث الكارثة، ويتم التشهير بذلك المسؤول نظير ما أقدم عليه من فساد!!

وختامًا.. جهود نزاهة تُشكر حين تُذكر في مكافحة الفساد في كل القطاعات، ومنذ سنوات، متى ما توافرت الأدلة الدامغة مع مَن توافرت فيهم أدلة الفساد؛ إذ يتم القبض عليهم بالجرم المشهود..!! وذلك نظير ما ارتكبه ذلك المسؤول أيًّا كان من حرمان آلاف أو مئات من المستحقين، واستبدالهم بأناس مقربين ومعارف ليحلوا مكانهم. وذلك منتهى الغبن في حق المؤهلين من الخريجين والخريجات، أن يتم حرمانهم من تلك الوظائف، وفيهم ومنهم المؤهل تأهيلاً عاليًا، وهم جديرون بتلك الوظائف..!!

وأعتقد أن عودة اختبارات المسابقات الوظيفية عن طريق وزارة الموارد البشرية، مثلما كان سابقًا في وزارة الخدمة المدنية، قد تحدُّ من تلك المحسوبيات في مثل تلك الوظائف في كثير من القطاعات، وليس في قطاعات محددة فقط. والله الموفق لكل خير سبحانه.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org