اذكروا من لا يسألون الناس إلحافًا..!

ذكر لي بعض الأصدقاء من المقيمين الموجودين في السعودية أنه كانت عليهم ديون كبيرة، تتجاوز عشرة آلاف وخمسة عشر ألفًا، وأكثر؛ بسبب حوادث مرورية، تم تقييدها عليهم لأنهم لم يكونوا يحملون الرخصة، أو ليس لديهم تأمين أثناء الحادث.. وقد قام بتسديدها بعض أهل الخير والإحسان في هذه البلاد المباركة.

هذه المبادرة جميلة، وتؤكد أننا في السعودية نهتم بالمحتاج والضعيف دون النظر إلى جنسيته، بل نساعده قدر الإمكان. تلك المساعدات لم تأتِ من فراغ، إنما جاءت بسبب أن هؤلاء المقيمين يعرضون حاجتهم على الجميع، ويعلم بها من يعلم، ويدفعها من يرغب.. وهو أمر محبب؛ يدل على التكافل الموجود في بلادنا، ومحبة أهله لعمل الخير.. ولكن -كما يقال- الأقربون أولى بالمعروف؛ إذ يوجد لدينا أسر محتاجة، تمرُّ بظروف مادية صعبة؛ وتحتاج لمن يقف معها، ولكن تلك الأسر (متعففة)، لا يمكن أن تعرض حاجتها للناس بشكل واضح. وهذه العائلات موجودة، ويمكن الوصول إليها عن طريق السؤال والتقصي والبحث؛ لأنهم يملكون من العزة ما يمنعهم من سؤال الناس، أو عرض حاجتهم عليهم، بل ربما تسأل أحدهم عن محتاجين لإيصال صدقاتك أو زكاتك ويرشدك إلى آخرين بالرغم من حاجته الماسة خجلاً من عرض ماء وجهه للجميع.. ولكن كما قال تعالى {... يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا...}.

هذه الفئة موجودة، ويفترض ممن يريد عمل الخير أن يسأل عنهم، وسيجد من يدله بطريقة أو بأخرى.

لا أقصد من حديثي أن أمنع عمل الخير عن أحد، ولكن -كما ذكرت- توجد أُسر محتاجة.. ابحثوا عنها؛ وستجدونها.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org