الطفولة المبكرة.. رجولة مبكرة..!!
الطفولة المبكرة، وما أدراك ما الطفولة.. هي مرحلة من مراحل النمو البشري، وتتضمن عمومًا بداية المشي والفترة اللاحقة، كعمر اللعب، وهو مسمى غير محدد، ضمن نطاق مرحلة الطفولة المبكرة. وهذه المرحلة تمتد من عمر السنتين إلى السادسة، العمر الذي تستقبلهم فيه دور الحضانة ورياض الأطفال. ويمثل الأطفال في هذه المرحلة أكثر من 15%، ويكون نمو الشخصية في هذه المرحلة سريعًا..!
ولهذه المرحلة خصائص، من أهمها -وما يهمنا هنا- هو ما يتعلق بالطفولة المبكرة خاصة، وهي: السنة السادسة (سن الدخول إلى المدرسة). ويتشكل فيها نمو الشخصية والتكوين الذاتي..!
تخصص الطفولة المبكرة تخصص عميق، ويشمل تدريس مرحلة رياض الأطفال، ومرحلة الصفوف الأولية..! ولذلك على وزارة التعليم أن تُعيِّن معلمات تخصص (طفولة مبكرة)، وتدعم بشكل مكثف وجود هذا التخصص في الجامعات والكليات؛ لأنهن متخصصات، ومدركات لخصائص وسلوكيات الأطفال، ويعرفن كيفية التعامل معهم..!! بعكس المعلمات الأخريات من تخصصات تربوية مختلفة، كاللغة العربية والتربية الإسلامية والرياضيات واللغة الإنجليزية والاجتماعيات، ونحوها من التخصصات التربوية، اللاتي بعضهن أوشكن على التقاعد، ومن ثم يتم نقلهن أو توجيههن لمدارس الطفولة المبكرة لتغطية العجز الحاصل بمدارس الطفولة المبكرة..!!
ومن تم نقلهن في حركة النقل الخارجي الأخيرة للمعلمات هذا العام، وبعض المعلمات في المرحلتين المتوسطة والثانوية، تم توجيههن لمدارس الطفولة المبكرة، على الرغم من كون بعضهن لهن عشر سنوات وأكثر في هاتين المرحلتين، ويُدرِّسن تخصصاتهما، ومن ثم يتم توجيههن لمدارس الطفولة المبكرة..!
أتفهم جيدًا كون العام الدراسي القادم 1446هــ سوف يضاف فيه لمدارس الطفولة المبكرة -كما قرأنا- صف جديد عليها، وكذلك أتفهم حرص مسؤولي وزارة التعليم -وعلى رأسها معالي وزير التعليم، الذي وعد بـ(عودة هيبة المعلم للميدان)- على تعليم أبنائنا وبناتنا، ومن ضمنها مدارس الطفولة المبكرة، بأرقى أساليب التعليم في بلادنا، ووفق رؤية 2030؛ ولذلك كان دخول صف رابع ابتدائي من مدارس البنين، أو ممن نجحوا من صف ثالث لديهم، في مدارس الطفولة المبكرة، يتطلب من إدارات التعليم، وتحديدًا من شؤون المعلمين بها، توجيه عدد من المنقولات خارجيًّا عبر حركة النقل الداخلي لمدارس الطفولة المبكرة. ودور إدارات شؤون المعلمين -كما نعلم- هو تنسيقي، وسد عجز، وليس لديهم صلاحية للتفرقة بين تخصص الطفولة المبكرة، ومَن ينبغي توجيهها لتلك المدارس، وبين تخصصات تربوية عادية، ليس لدى صاحباتها القدرة الكافية -إن جاز التعبير- على أن يكنَّ مبدعات في مدارس الطفولة المبكرة، وهن لم يعملن بها من قبل كمعلمات الروضات الحكومية مثلاً، اللاتي يملكن خبرة كبيرة في تعليم الأطفال..!
ولأن (فاقد الشيء لا يعطيه)..! فبطبيعة الحال بعض أولئك المعلمات لا يملكن الخبرة ولا الدراية الكافية لتدريس الأولاد، خاصة بالصفين الثالث والرابع، وهم كبار نوعًا ما (أي الطلاب)، وأولئك المعلمات تعودن لسنوات مضت، وبعضهن شارفن على التقاعد في تدريس البنات في المرحلتين المتوسطة والثانوية، وتدريس مادتها فقط، فكيف ستعطي في مرحلة حساسة وتأسيسية في التعلم التكويني لطلاب تلك المرحلة، كمرحلة الطفولة المبكرة، خاصة بالصفين الثالث والرابع؟!
وختامًا.. مدارس الطفولة المبكرة نجحت نجاحًا باهرًا في الصفين الأول والثاني، بينما الصف الثالث، ولاحقًا الرابع، لا أقول لم ولن تنجح فيه، ولكن أقول إن طلاب هذين الصفين خاصة يُشعرون المعلمات بالحرج في تدريسهم، ولا يجدن التعامل معهم، ومع سلوكياتهم الكثيرة، والمخالفة لبعضها، مثل نجاح تعامل المعلمين معهم في مدارس البنين؛ ولذلك كان المقترح أن يبقى طلاب الصفين المذكورين في مدارس البنين أجدى وأنفع، خاصة وهم في مرحلة أشبه بالمراهقين في سلوكياتهم وتمردهم، ويتميزون بالعناد، وعدم الانصياع لأوامر أهلهم، فكيف بالمعلمات..؟!!