مخرجات الذكاء الاصطناعي.. بوابة المستقبل

باهتمام كبير وآمال عريضة، تترقب بلادنا انطلاق أعمال القمة العالمية للذكاء الاصطناعي، التي ستُعقد خلال الفترة من 13 – 15 سبتمبر المقبل في الرياض، بتنظيم من الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي؛ لاستشراف الآفاق الواعدة لهذا القطاع الذي بات يشغل جزءًا أساسيًّا من حياتنا اليومية، ويمثل مفتاح المستقبل للدول التي تريد إكمال رحلة التحول التقني التي لم تصبح خيارًا، بل خطوة لا بد منها لكل من يريد استصحاب المستقبل وحجز مكانة متميزة لنفسه في عالم الغد.

ولا يخفى على أحد أن مخرجات الذكاء الاصطناعي أخذت حيزًا كبيرًا من الحياة العامة، ولم يعد بالإمكان تجاهلها أو غض الطرف عنها؛ فهي تشهد تزايدًا متعاظمًا، يُتوقع أن يزداد تأثيره خلال السنوات القليلة المقبلة في مناحي الحياة كافة؛ وهو ما أدركت قيادتنا الرشيدة أهميته؛ وأولته اهتمامًا مستحقًّا على هدي رؤية السعودية 2030.

ومما يزيد من الزخم الكبير الذي تحظى به القمة العالمية للذكاء الاصطناعي أنها تُعقد تحت رعاية سمو ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله –، الذي يولي هذا المجال جُل عنايته إدراكًا منه للمجالات الإيجابية التي يحملها، والفرص الاستثمارية الواعدة التي يحملها؛ وهو ما تجلى في دخول صندوق الاستثمارات العامة في شراكات غير تقليدية مع شركات عالمية، تعمل في هذا المجال.

هذه الرؤية غير التقليدية والعقلية المتوقدة تؤكد أن بلادنا بمثل ما هي دولة نفطية رئيسية في العالم، فإنها تتحسب للمتغيرات كافة التي يمكن أن تحدث مستقبلاً، وتعمل على تجديد مصادر دخلها، واستنباط موارد جديدة، يمكن أن تسهم في رفد الاقتصاد الوطني بمداخيل متجددة، تعتمد على التنمية المستدامة. كما أن الاستثمار في هذا المجال يوفر كذلك العديد من فرص العمل المتميزة للشباب السعودي.

الآمال المعقودة على نجاح القمة لم تنطلق من فراغ؛ فهي تستند بالأساس إلى النجاح الكبير الذي حققته القمة السابقة، الذي وضع أرضية صلبة لهذا المجال الذي كان البعض ينظر إليه - حتى الأمس القريب – على أنه نوع من الترف، لكن بعد القمة الماضية ازداد الوعي الاجتماعي بالذكاء الاصطناعي ومجالاته المتعددة، وازداد تسليط وسائل الإعلام الضوء على مزاياه وجوانبه المتعددة.

كذلك فإن الاستعدادات التي تبذلها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي كفيلة بتحقيق النجاح المنشود، ولاسيما أن الأخبار تشير إلى مشاركة أكثر من 100 متخصص عالمي، سيتحدثون في القمة، ويقيمون ورش عمل، ويعرضون خبراتهم للأجيال السعودية الشابة، إضافة إلى مشاركة شركات تقنية رائدة، ستجد في أسواق السعودية -بدون شك- عناصر جذب كثيرة؛ تدفعها لتحقيق هدف القيادة الرشيدة المتمثل في توطين التقنية، وفق مستهدفات رؤية 2030.

وتزداد التوقعات بأن تسهم القمة في تبديد الصورة الذهنية السالبة لدى البعض عن أن وسائل الذكاء الاصطناعي قد تتسبب في تقليل الفرص الوظيفية وزيادة نسبة البطالة؛ لذلك أعتقد أن الهيئة أصابت عين الحقيقة باختيارها شعار "الذكاء الاصطناعي لخير البشرية"؛ وهو ما سيسهم بالتأكيد في تصحيح المفاهيم، وزيادة الوعي.

هكذا هي السعودية دومًا، سبَّاقة بمبادراتها المتميزة، تتطلع دومًا للأمام، وتنظر بعين البصيرة للمستقبل، وتحرص على حجز مقعد يناسب مكانتها وسط الأمم الرائدة، أخذًا بكل جديد، واستصحابًا لأحدث وسائل التقنية وأدوات المستقبل.

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org