شيوخ ونواب القبائل

استقرار المجتمع وسعادته مرتبطان ارتباطًا كبيرًا بتطبيق تعاليم الدين الحنيف التي تتضمن التراحم والتعاطف، وتوقير كبار السن، ومنحهم المكانة التي يستحقونها.

تقدير واحترام ذوي الهيئات في المجتمع أمر واجب على الجميع، ومهمة رفيعة، لا يدركها إلا أصحاب العقول الكبيرة والنوايا الحسنة وأهل القيم والشيم والأخلاق الفاضلة.

وطننا المبارك المملكة العربية السعودية يحوي عشرات القبائل والعشائر التي تجمعهم راية التوحيد، وينظم علاقتهم المبادئ الإسلامية الصحيحة التي تحقق لكل من اتبعها وسار على أثرها الخير والسعادة والاستقرار.

الشيوخ والنواب وكبار السن في كل قبيلة هم النور والبركة، وهم رموز العطاء والإحسان.. بذلوا من أوقاتهم وأموالهم وطاقاتهم الكثير والكثير من أجل خدمة هذا الوطن أولاً، ثم راحة وطمأنينة أبناء القبائل التي يتشرفون بخدمة أفرادها.

من أدبيات الحياة أن يتعلم الإنسان فنون التعامل مع شرائح المجتمع المختلفة، ويعرف كيف يمارس حياته بالشكل المناسب الذي يجعله يعيش بسعادة وراحة مشروعة، لا تسيء للآخرين، ولا تتسبب في إيذاء مشاعرهم؛ فتصبح سعادته غير مشروعة.

أود في هذا المقال تذكير نفسي أولاً ثم من يقرأ المقال بأن هناك سلوكيات راقية، يجب أن نتذكرها، ونُطبِّقها أثناء تعاملنا مع كبار السن وشيوخ القبائل ونوابها، سأختصرها في خمس قواعد رئيسية سهلة التطبيق وعظيمة الفائدة.

أولاً: إعطاء شيخ القبيلة والنائب وكبير السن الأولوية في الحديث وإبداء الرأي والمشاركة، وتقديمه أولاً في كل الأمور.

لا يوجد أسوأ من شاب متعجرف، يسابق كبار السن في المشي، وفي دخول المجالس والموائد؛ بحجة عدم اقتناعه بتقاليد وأعراف المجتمع.

ثانيًا: عدم مقاطعة كبير السن أثناء حديثه، والإصغاء له بفاعليه، تُشعره بأنك مهتم لما يقول، وأن يكون الرد عليه بشكل لائق وصوت مسموع معتدل، ولغة جسد مريحة، تدل على السلام، وبعيدة كل البُعد عن المظاهر العدائية وقلة الذوق.

ثالثًا: مساندته بالرأي والمشورة بطريقة أخلاقية، تحقق مصلحة الجميع، وأن يقدم له النصح والتذكير بشكل شخصي، وليس بشكل علني، قد يؤدي إلي نتائج لا تُرضي الجميع.

النصيحة لأي شخص في وجود الآخرين هو نوع من الإهانة والتجريح، ولا يقبله أحد.

رابعًا: الدعاء له، والاعتراف بجهوده وخدمته، سواء في وجوده، وهذا يعطي تحفيزًا له لفعل المزيد، أو في غيابه، وفي ذلك توحيد الرأي، وزيادة الألفة بين الجميع.

خامسًا: زيارته وقت مرضه، وتقبيل رأسه، والحديث معه، والاهتمام به.

كبار السن يتألمون إذا شعروا بأن هناك من يتجاهلهم وينسى أفضالهم.

كبار السن وشيوخ ونواب القبائل مصابيح مضيئة في المجتمع، تستدل الأجيال بتجاربهم وخبراتهم السابقة.

نسأل الله أن يحفظ لنا أمننا واستقرارنا وسلامة وطننا الغالي (المملكة العربية السعودية).

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org