الشيشة في الأحياء.. هل نمنعها؟

لا يخفى على أحد انتشار المقاهي "الكافيهات" بشكل كبير في المدن الرئيسية حتى أصبحت تنافس البقالات والمغاسل من ناحية الكثرة والانتشار.

ولا أبالغ إذا قلت إنك ستجد في الحي الواحد أكثر من عشرة أو خمسة عشر مقهى، وربما أكثر، حسب حجم الحي واتساعه. وهذا الأمر مقبول من الناحية التجارية والاقتصادية؛ لأن الجميع في وقتنا الحاضر بدأ في التحول من التجمعات المنزلية للأصدقاء والمعارف إلى التجمع والالتقاء في "الكافيهات" التي أصبحت متنفسًا لطيفًا، يقضي فيه الجميع وقتًا جميلاً بعيدًا عن المنزل أو الاستراحات التي اعتدنا الوجود بها.

من مزايا تلك "الكافيهات" أنها تعتبر نشاطًا مهمًّا للكثير من أبنائنا وبناتنا، يمارسون فيها عملاً تجاريًّا، يدر عليهم مبالغ جيدة، تحقق لهم دخلاً إضافيًّا، يساعدهم على متطلبات الحياة، خلاف أنها تحقق لتلك الفئة العمرية روح المغامرة، واكتساب الخبرة في الأعمال التجارية، وكيفية إدارة الأنشطة الاقتصادية مستقبلاً.. ولكن مما يعاب على بعض "كافيهات" الأحياء أنها تقدم (الشيشة)؛ وهو ما يشجع الكثير من صغار السن، وبخاصة سكان الحي، على ممارسة تلك العادة الضارة من باب التجربة؛ ليقعوا فيها - لا قدر الله - مستقبلاً.

ولذلك فإن منع "كافيهات" الأحياء من تقديم الشيشة، وقَصْرها على "كافيهات" الشوارع الرئيسية، يعتبر حلاً مناسبًا، يساعد على التقليل من ممارسي تلك العادة الضارة بالصحة؛ لأن الإنسان -كما نعلم- جُبل بطبعه على حب التجربة واكتشاف الجديد، وبخاصة إذا كانت تلك المواد السيئة قريبة بين يديه؛ ما يستسهل معها شربها وتجربتها. أما إذا كانت بعيدة عن متناوله، أو يجد مشقة في الحصول عليها، فإنها تكون -بحول الله- عائقًا أمامه لتناولها أو ممارستها.

أتمنى من البلديات منع تقديم الشيشة في كافيهات الأحياء، وقَصْرها على الكافيهات في الشوارع الرئيسية؛ لنقلل ذلك الداء قدر الإمكان.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org