هيئة تنظيم الإعلام في وجه المتجاوزين

تم النشر في

خطوات مهمة قطعتها الهيئة العامة لتنظيم الإعلام وهي تبادر إلى فرض عقوبات رادعة بحق بعض مشاهير ومشهورات التواصل الاجتماعي، الذين أدمنوا مخالفة الأنظمة واللوائح، والاعتداء على قيم المجتمع وثوابته التي تعارف عليها الجميع.

فبعض مَن أصبحوا بين عشية وضحاها من المشاهير، وامتلكوا القدرة للتأثير على شبابنا وفتياتنا، لا يتورعون عن تجاوز الثوابت والأعراف التي تنظم حركة المجتمع؛ لمضاعفة عدد متابعيهم، والحصول على أموال عبر الوصول لـ"الهاشتاغ" و"الترند" ولو كان ذلك على حساب أخلاقنا وموروثاتنا.

خلال الفترة الماضية ارتفعت أصوات كثير من المصلحين والمربين والحادبين على مصلحة المجتمع بضرورة التصدي لهذا العبث الذي يمارسه بعض مشاهير التواصل الاجتماعي؛ إذ نبهوا لخطورة ذلك على بنية الأسرة والمجتمع، ولاسيما أنه لا يكاد يخلو بيت من وجود أجهزة حاسب آلي عدة، يستخدمها المراهقون والشباب لدخول مواقع التواصل الاجتماعي كافة. وإن هؤلاء – بحكم أنهم يمرون بمرحلة حساسة في حياتهم، تتشكل فيها شخصياتهم - قد يتأثرون بالمواد السالبة الموجودة في هذه المواقع، بل إن بعضهم ربما يميل لتقليد المشاهير في تصرفاتهم، واتخاذهم قدوة.

ويتعاظم هذا الخطر إذا أخذنا في الحسبان ما تمتاز به هذه الوسائط من تأثير كبير على حياتنا، وقدرة فائقة على الوصول لشرائح المجتمع كافة بدون استئذان، إضافة إلى دورها في حشد الرأي العام، وصناعة رد الفعل، وتشكيل المواقف.. فكل ما يحتاج إليه المستخدم هو جهاز هاتف ذكي محمول ليدخل على هذه المواقع، ويتفاعل معها كيفما شاء، وبدون رقيب؛ لذلك فإن الذين يتربصون بأبنائنا في تلك المواقع لا يجدي معهم غير المزيد من الصرامة في تنفيذ القوانين؛ فالفقرة (1) من المادة السادسة لنظام مكافحة جرائم المعلوماتية تنص على أنه (يُعاقَب بالسجن مدة لا تقل عن سنة، وغرامة لا تزيد على ثلاثة ملايين ريال، أو بإحدى هاتين العقوبتين، كل من يقوم بإنتاج ما من شأنه المساس بالنظام العام، أو القيم الدينية، أو الآداب العامة، أو حرمة الحياة الخاصة، أو إعداده، أو إرساله، أو تخزينه عن طريق الشبكة المعلوماتية، أو أحد أجهزة الحاسب الآلي).

وعلى عاتق المسؤولين عن الهيئة العامة لتنظيم الإعلام يقع العبء الأكبر.. وقد أظهروا حرصًا واضحًا على رصد المتجاوزين، وتقديمهم للجهات المختصة؛ لذلك فإن المجتمع الذي يقدر جهودهم الكبيرة ينتظر منهم مواصلة دورهم الرقابي؛ لحماية القيم المجتمعية من الانهيار، وكبح جماح الذين لا يأبهون لمصالح الأمة، وكل ما يعنيهم هو اللهث وراء مصالحهم الذاتية الضيقة، ولا تهمهم المصلحة العليا أو استقرار المجتمع.

ومما يدعو للأسف أن هؤلاء الذين أنعم الله عليهم بنعمة الشهرة كان بإمكانهم تحقيق هذه الأهداف، والحصول على مكاسب وأرباح مالية بطرق أكثر مشروعية، ولاسيما بعد أن بدأت الشركات التجارية تستعين بهم لعمل إعلانات تجارية، تحقق لهم مكاسب كثيرة، إضافة إلى المساهمة في تحقيق الوعي، وبث المواد الإيجابية التي تنعكس خيرًا على المجتمع، بدلاً عن السير عكس التيار، والتغريد خارج السرب.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org