مشبب في لبنان..!!

حقبة حافلة بمتغيرات الزمن مضت فرحًا وحزنًا، ومواقف مؤثرة وذكريات خالدة في الوجدان وصميم الأيام، عاش فيها أبناء المجتمع الخليجي، بما في ذلك مجتمعنا المحلي، مرحلة الاندماج مع الشعوب والبلدان العربية تحديدًا "انفتاحًا وانطباعًا وتقليدًا وتفكيرًا وتصورًا"، للحد الذي أصبحنا فيه، شيبة وشبابًا، وبكل أطيافنا وتبايُن أفكارنا ورؤانا، جزءًا لا يتجزأ من ذلك العالم؛ نتماهى معه بكل إحساس صادق وتضحيات ومواقف نبيلة..!!

غير أننا -على ما يبدو للأسف- لم نؤثر بما يكفي حراكًا فكريًّا واجتماعيًّا على الإرث والموروث الثقافي لتلك الشعوب؛ فهم لم يبادلونا التعامل ذاته وفق الدلائل والمؤشرات المهمة التي تدل على أنهم لم يأخذوا من تقاليدنا وطريقة حياتنا وحضاراتنا وثقافتنا وتصرفاتنا ولهجاتنا وحراكنا الإنساني إجمالاً في شتى مناحي الحياة، حتى في اختيار الأسماء واستنساخها.. ففي الوقت الذي انتشرت فيه الكثير من الأسماء للشعوب العربية على مجتمعنا المحلي منذ مطلع سبعينيات القرن الماضي حتى اللحظة عن طريق الاستيراد من تلك الدول لم نتمكن في المقابل من تصدير أسماء محلية بديلة.. فنجد أن ثمة أسماء كثيرة منتشرة لدينا هي في الأساس مستوحاة من تلك المجتمعات على نحو: (أمجد، فادي، غسان، لؤي)، بينما لم نسمع أن أحدًا من إخواننا في تلك الدول مُسمَّى (مشبب، مسلم، معيض)..!!

مثل هذه المتغيرات التي حدثت في مجتمعنا، والتغيير الهائل بتركيبة الأسماء عما كان معمولاً به في الماضي التليد، بسبب ثورة الإعلام والقنوات الفضائية، وبث المسلسلات والأفلام التي بدورها أظهرت لمجتمعنا الكثير من الأسماء اللافتة.. وبالتالي انساق الكثير منا لمواكبة ما يحدث حوله طلبًا للتغيير في اختيار الأسماء الغريبة اعتقادًا في تميزها واختلافها عن السائد المألوف مقارنة فيما مضي من أسماء لدينا، باتت مهددة بالانقراض، وشبح الاندثار، وغياهب النسيان..!!

فمتى نرى في لبنان أو نسمع أن في فلسطين مواطنًا اسمه (مشبب) إن لم يكن مثل هذا الأمر أشبه بالمعجزة وضربًا من الصعوبة والمحال.. وقد لا نسمع في يوم ما بمثل هذه الأسماء بالرغم مما يُقدَّم لشعوب هذه البلدان من دعم قوي وثابت لقضاياهم منذ 74 عامًا حتى يومنا هذا، وما بعده بالتأكيد..!!

أخبار قد تعجبك

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org