أصدقاء الفرح ومفاتيح الخير
يتفاوت البشر في توجيه تركيزهم واهتمامهم عند تعاملهم ومعايشتهم لمواقف الحياة المختلفة.
هناك مَن يرى المشهد كاملاً فيشاهد نقاط الجمال والنقاط المختلفة الأخرى، ويدرك تفاصيل الأمور، ويحللها، ويُقيِّمها بالشكل الصحيح.. وهناك من يشاهد مواقف الجمال، ولا يرى إلا الصور المشرقة في كل تعاملاته.. وهذا نمط رائع ومحفز للجميع، ويحتاج إلى قليل من الواقعية من أجل التحسين والتطوير.
الفئة المزعجة المتعبة هم أصحاب عين الذبابة، وأصدقاء التعاسة، وقاتلو المتعة، الذين لا يركزون إلا على السلبيات، ولا يرون غيرها، ولا يتحدثون عن نقاط القوة، ولا يريدون رؤيتها، وتغلق آذانهم عند سماعها.
يتم افتتاح طريق، أو إنجاز مشروع، أو الانتهاء من مبنى.. فترى أصحاب عين الذبابة يتركون كل مشاهد الجمال في ذلك المشروع، ولا تتجه أعينهم إلا إلى الإشكالات البسيطة التي يمكن تعديلها وتطويرها بكل هدوء.
يسرقون فرحة الإنجاز ومتعة النهايات الجميلة، ويصادرون بسمة الانتصار، ويستبدلونها بالملاحظات المزعجة والأفكار التي تشوه مسار البهجة الذي يحيط بالجميع.
لديهم قدرة شيطانية على التقليل من مقدرات المجتمع ومشاريع الوطن، ويذهب تفكيرهم لتوافه الأمور.
ما أجمل أن يكون الإنسان بابًا من أبواب الخير، ومصدرًا من مصادر نشر السعادة على كل المحيطين به، من خلال التركيز على جوانب الإبداع في كل ما يشاهَد.
ما أروع أن ينشر كل واحد منا مواقف الخير والنمو في كل المشاريع التي نشاهدها، ونعيش بعقلية عين النحلة التي تكتشف التميز في كل مجالات الحياة المختلفة.
أصدقاء الفرح نورٌ في كل مكان يوجَدون فيه؛ يشعرون بروعة الحياة، ويُكثرون الحمد والشكر للوهاب الرزاق سبحانه، ويُذكِّرون الجميع بأنواع النِّعَم التي ننعم بها.
لا يُمنع من الحرص على التحسين والتطوير، ورفع مستوى الجودة، ولكن لا يجب أن نغفل عن المظاهر الإيجابية في كل ما نشاهد ونعايش.
التوازن مطلب، ولكن تقديم عين النحلة التي لا تقع إلا على الأزهار والأشجار، واستخدامها كمنهج حياة، أمرٌ في غاية الأهمية من أجل استمرار التفاؤل والحياة الجميلة.