ملك التاريخ

يعتبر الملك سلمان، حفظه الله، ملكَ التاريخ، والملك المؤرخ، تبوّأ مكانة رفيعة سامية، وأولى التاريخ اهتمامًا كبيرًا. اهتم بكافة العلوم الدينية والاجتماعية والثقافية... وعهده هو العهد الذهبي للتاريخ والمؤرخين والمثقفين والأدباء، ونشطت الثقافة وازدهرت كافة العلوم، كما اهتمّ بتأصيل الهوية الوطنية وإحياء التراث الخالد، وكان له قصب السبق بخطوات جادة على كافة الأصعدة.

الملك المؤرخ المثقف

كان قارئًا نهمًا متعلمًا في كافة العلوم، وشغوفًا بالتاريخ، والذي يعتبر أبا العلوم. وترتبط السياسة بالتاريخ ارتباطًا كبيرًا؛ إذ من خلال قراءة التاريخ يتخذ القرار السليم، وكان، حفظه الله، الملك المحنّك، والإداري البارع الفذ، والمفكر الكبير.

اعتنى بهذا العلم عناية كبيرة، وخاصة التاريخ الإسلامي، والوطني تاريخ المملكة العربية السعودية، واعتنى بتاريخ المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة؛ بوصفهما قبلة المسلمين، واعتنى بالقرآن الكريم والسنة النبوية.

كان ينظر إلى التاريخ كونه عنصرًا مؤثرًا؛ حيث دعم العديد من المشاريع الهامة المرتبطة بالتاريخ، وقدم "منحة الملك سلمان لدراسة تاريخ الجزيرة العربية"، و"كرسي الملك سلمان لدراسة تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها"، له جهود واضحة في دعم دارة الملك عبدالعزيز، حتى أصبحت مركزًا بحثيًّا تاريخيًّا موثوقًا لحفظ تاريخ المملكة وتراثها، وتم في عهده تسليط الضوء على الأماكن التاريخية التي لها عمق تاريخي وجذور ضاربة موغلة بالقدم؛ مما يؤكد أهمية تاريخ شبه الجزيرة العربية، أصبحت الدرعية العاصمة الأولى للدولة السعودية تعانق عنان السماء في عهده.

أيقونة العصر

وتمّت صيانة تراث الدرعية وتحويلها إلى وجهة ثقافية سياحية عالمية، وسُجل موقع طريف موقعَ تراث عالميًّا، وغير ذلك من الأماكن التاريخية الهامة وحفظ الإرث التاريخي الخالد.

هذا الماضي العريق والحاضر الواعد يتطلّب صياغة مستقبل مشرق.

لا غرابة أنْه قام بإحياء يوم التأسيس الخالد 22 فبراير 1727 مناسبة وطنية مجيدة بذكرى تأسيس الدولة السعودية الراسخة على يد الإمام محمد بن سعود، رحمه الله؛ مما يؤكد عمق الدولة، ويمثّل نقطة تحول حاسمة في تاريخ الوطن ويجسّد الوفاء للوطن المعطاء، بوابة يشرق منها فجر البلاد.

ثلاثة قرون مضت، لكنها تعلو وتتجذّر في نفوس أبناء الوطن، نسترجع ذكرى المؤسس محمد بن سعود، رحمه الله، ليس مجرد ذكرى عابرة، إنما محطة خالدة تحتم علينا الوقوف والتأمل.

وضع يوم التأسيس أسس الاستقرار والنهضة، ويعتبر نقطة تحول هامة في بناء الدولة المستقرة، وسطر ملحمة الأبطال لبناء الدولة السعودية.

وفي هذا اليوم السعيد من خلال الماضي العريق، نرسم المستقبل المضيء بأبهى حلة، وألسنتنا تلهج بالحمد وتصدح بالثناء والشكر للمولى عز وجل على نعمة الأمن والأمان والاستقرار والرخاء في ظل القيادة الرشيدة، وأتقدم بخالص الشكر والتقدير للقيادة الرشيدة الحكيمة، بهذه المناسبة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حفظه الله ورعاه، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان، حفظه الله ورعاه… وبجعل يوم التأسيس إجازة رسمية لإحياء الذكرى التاريخية وإحياء شعور المواطنة في نفوس أبناء الوطن.

كل عام ووطني أخضر يرفل بنعمة الأمن والأمان والاستقرار.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org