في يوم التعليم.. نعتز بتمكين الجميع تعليميًّا

"التعليم هو عملية مستمرة مدى الحياة" هكذا قال بيتر دراكر. بالتأكيد إن المجتمعات ذات القوة تؤمن بقوة المعرفة؛ فالتعليم هو مستقبل أي مجتمع، والمجتمع المتعلم هو الذي يستطيع أن يحقق النمو والازدهار لوطنه؛ لذا فإن التعليم أو العلم هو أساس بناء المجتمع والحفاظ على مكونات الوطن ومقدراته، ونحن ننعم في وطننا المبارك وفي ظل قيادتنا الحكيمة التي سخّرت الدعم للتعليم والمؤسسات التعليمية أو المؤسسات التي تساعد على ذلك؛ فالعلم لا يفيد الطالب أو المتعلم وحده وإنما يفيد المجتمع ككل، ولهذا السبب تم التركيز على التعليم دعمًا ونشرًا، وقد صُرفت مئات المليارات سنويًّا على هذا القطاع منذ أن تم تأسيس كيان الصرح التعليمي في عام 1378هـ وحتى عامنا الحالي؛ حيث تعد ميزانية التعليم هي الحصة الأكبر إنفاقًا على التعليم سنويًّا من الميزانية العامة.

وعلاوةً على ذلك فقد أوْلت الدولة -رعاها الله- اهتمامًا كبيرًا بنشر العلم وتيسير التعلم على الجميع؛ وبالأخص من لديهم عوائق تعيق مسيرتهم التعليمية، فقد نظمت العديد من البرامج منذ سنوات بما يتوافق مع مرحلة العصر، وقد أحرزنا تقدمًا ملحوظًا من حيث ضمان الحق في التعليم الأساسي في أطر التعليم للجميع، سعيًا لتحقيق الأهداف التنموية وتقدم المجتمع علميًّا وثقافيًّا، وتجلى هذا التقدم في تحسن نِسَب القيد في المدارس، وانخفاض عدد الأطفال غير الملتحقين بالتعليم، وارتفاع معدلات محو الأمية بين فئات المجتمع على اختلاف أعمراهم؛ حيث ساهم برنامج محو الأمية في القضاء على الأمية بالمملكة، ولم يعد هناك من لا يستطيع القراءة أو الكتابة.

ومن ذلك الاهتمامُ والدعم السخي، وتم تقديم الدعم التعليمي لفئة لها مكانتها الاجتماعية، وقد لا تجد شخصًا إلا له قريب أو جار أو صديق من هذه الفئة؛ وبالأخص بعد صدور لائحة الضمان الاجتماعي المطور 2019م والتي شملت فئات مجتمعية أكبر ومكّنتهم من الاستفادة من الدعم التعليمي الذي تقوم بتنظيمه وتفعيله وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، مسخرةً كل الإمكانيات من أجل هذه الفئة من مستفيدي الضمان الاجتماعي وأبنائهم، ومن ذلك دعم الحقيبة المدرسية لكل طالب وفقًا لنظام الضمان الاجتماعي.

وهناك دعم تعليمي مقدم بشكل غير مباشر؛ حيث تم إعفاء المستفيدين من الضمان من رسوم النقل المدرسي ورسوم اختبارات قياس، بالإضافة إلى التنسيق بين الوزارة والجامعات لتمكين الطلاب من مواصلة تعليمهم الجامعي في التخصصات الأكثر ملاءمة مع تقديراتهم الدراسية؛ ففي مطلع هذا العام الدراسي تم قبول أكثر من 3221 طالبًا في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة وجامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، بالإضافة لأكثر من 3000 طالب تم إعفاؤهم من الرسوم الجامعية بالجامعة السعودية الإلكترونية.

وقد ساهمت الخدمات والشراكات التي تتبناها الوزارة في تدريب وتمكين الأبناء، من اختبارات القدرات والتحصيلي لخريجي المرحلة الثانوية؛ مما ساهم في حصولهم على تقديراتٍ تتلاءم مع متطلبات القبول الجامعي واشتراطات القبول في التخصصات الجامعية التي يطمحون إلى الالتحاق بها. ولم يقتصر الدعم التعليمي المقدم لأبناء مستفيدي الضمان على ذلك فحسب؛ بل أصدرت الوزارة ترخيصًا لجمعية "تعلم" الموجهة للدعم التعليمي المخصص لأبناء مستفيدي الضمان الاجتماعي، ورعاية المميزين منهم، وتقديم الحلول المناسبة لتحديات التعليم.

ومن هنا نستطيع أن نقول بكل فخر إننا في وطن يحقق للفرد مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهة له ولأسرته ودعمه وتمكينه للتعليم؛ من أجل أن تتحقق له التنمية المستدامة؛ وطن الرفاه والخير والمعرفة.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org