"المضللون العقاريون".. مَنْ يحاسبهم؟

قصص كثيرة، رواها العديد من الأقارب والأصدقاء، عن نيتهم شراء عقار قبل سنوات عدة، ولكن بسبب تصاريح عدد من "المضللين العقاريين" عن انهيار العقار ونزوله، وأن عليهم الصبر.. أحجموا عن الشراء؛ لترتفع أسعار العقار أربع أو خمس مرات.

أتحدث عن تجربة أحد الزملاء، يقول: عند رغبتنا (أنا وإخوتي) شراء أرض لوالدتي -رحمها الله- قبل أكثر من عشر سنوات بحثنا، واستقر بنا القرار على شراء أرض في حي "الملقا"، الذي لا تتجاوز أسعاره للمتر ألف ريال، وقمنا -ولله الحمد- بشراء الأرض والبناء عليها ضاربين بعرض الحائط تلك الآراء غير السوية.

ويضيف: في تلك الفترة أتذكر بعض الأقارب والأصدقاء أحجموا عن الشراء بسبب تصاريح لبعضهم ممن أكدوا نزول العقار، وها هم حاليًا يضربون كفًّا بكف ندمًا على التفريط في تلك الأسعار التي ارتفعت حاليًا ست أو سبع مرات.

مَن يحاسب هؤلاء الذين غرروا بالناس، وضيعوا عليهم فرص العمر؟ نعم، فرصًا كان بالإمكان استغلالها، والشراء، وبناء بيت العمر لهم ولأسرهم، ولكن بسبب تلك التصاريح غير المبنية على أساس واضح، بل لمجرد الظهور والبحث عن الشهرة على حساب الناس البسطاء في هذا المجال الذي يمس حياتهم، كانت النتيجة صعبة جدًّا على الكثير من راغبي تملُّك العقار.

والكارثة أن مَن تأثر بهؤلاء هم عديمو الخبرة بالعقار، أو بمعنى أصح من لديه رغبة في بناء بيت العمر وليس لمجرد الاستثمار والتربح من خلاله.

هؤلاء لا يقل خطرهم عمن يطلق فتاوى تضرُّ الناس في حياتهم ومعيشتهم، وكذلك من يتحدث في أمور الطب ويطلق وصفات تؤثر على صحة الناس.. وقس على ذلك الكثير؛ ولذلك يفترض أن يتم محاسبة هؤلاء، وتغريمهم نظير تصاريحهم التي أضرت بالجميع.

ربما يقول البعض: العاقل خصيم نفسه؛ لأنهم لم يُجبروا أحدًا على عدم الشراء.. ولكن -كما يعلم الجميع- يؤثر الإعلام بشقيه التقليدي ووسائل التواصل حاليًا في عقول الناس؛ لأنها تصل إليهم بسهولة.. وتوجد عقوبات على بعض المغررين في عقول البشر، ومنهم هؤلاء المضللون العقاريون. ونصيحتي: لا تستمعوا لهم.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org