هل من حاويات مخصصة لفائض الطعام..؟؟
نعلم جميعًا حجم الهدر الغذائي في السعودية، الذي وصل إلى أرقام مرعبة، تجاوزت الأربعين مليارًا سنويًّا.
تخيلوا أطعمة بهذا المبلغ الضخم تُرمى في النفايات!! وأغلب المنتجات هدرًا هي الفواكه والخضراوات واللحوم والأرز!! فعلاً أمرٌ مفجع؛ يحتاج إلى حل عاجل وسريع؛ لنقضي على من هذه المشكلة أو نقلص منها.
ظهرت في فترات سابقة جمعيات حفظ النعمة، وبعض الجمعيات الخيرية التي تقوم بجمع فائض الأطعمة من المناسبات والحفلات وتنظيفها، ومن ثم توزيعها على المحتاجين. وبالرغم من تلك الجهود المميزة إلا أنها لا تغطي -في رأيي- عشرة في المئة من الاحتياج، بمعنى أن التسعين في المئة الباقية تذهب هدرًا.
مشكلتنا في مقولة (الزود ولا النقص).. في كل مناسبة أو جمعة أو حفلة نضع أضعاف احتياجنا الفعلي؛ حتى لا "نتفشل" من الحضور كما نعتقد في مخيلتنا.ولا أخفيكم سرًّا أن هذا الفكر له ما يبرره عند الناس؛ لأنهم تعودوا
على أن من يضع أكلاً على قدر الضيوف، أو (لا يذبح لهم)، يُعتبر بخيلاً أو غير مُلمٍّ بعلوم (المرجلة)!
إذن، المسألة مسألة فكر، يحتاج إلى توعية قبل كل شيء من جميع النواحي، سواء الدينية أو الاجتماعية أو الاقتصادية.
حاليًا بدأ كثير من الناس يدرك قليلاً حجم المشكلة، ولكنه يتساءل: أين أذهب بهذا الفائض؟ طبعًا هذا الكلام على مستوى طعام المنازل؛ لأنه -في اعتقادي- هو الأكثر هدرًا. ثم يأتي بعده طعام المناسبات الذي يحظى بنوع من الاهتمام والتواصل مع الجمعيات المعنية.
طعام المنازل لو قُدر لك أن تأخذ جولة عند براميل النفايات لوجدت الأكل على أطرافها وجوانبها بكثرة؛ وهو ما يؤكد أن أغلب المنازل ترمي الطعام في تلك الحاويات، لكن لو تم وضع حاويات لحفظ الطعام بجانب حاوية القمامة؛ ليقوم صاحب المنزل بالتفريق بين النفايات والأكل، وتوزيعها في مكانها، فأعتقد أننا بهذه الطريقة ساعدنا صاحب المنزل على القيام بهذا العمل الجليل، وعدم رمي النعمة في براميل الزبالة.
الكثير يتمنى ذلك، ولديهم الاستعداد لوضع طعام نظيف داخل تلك الحاويات، بشرط تأمين المكان، ومن ثم تأتي الجهة المستفيدة لأخذه لمستحقيه.
وضع تلك الحاويات ليس مسألة معقدة، إنما يحتاج لمرونة من البلديات؛ لنصل إلى الهدف المنشود الذي يخدم الصالح العام.