فترة الاختبارات ودور أولياء الأمور
نشهد في كل سنة عند اقتراب فترة الاختبارات في المدارس بمراحلها المختلفة، وكذلك أثناءها، الكثير من القلق، سواء لدى الأم أو الأب، أو الاثنين معًا، إضافة إلى الطلاب أنفسهم. وهو قلق لا مبرر له؛ لأنه قد يزيد من التوتر بصورة عامة، ويؤثر تأثيرًا سلبيًّا على تركيز الطلاب.
ومن هنا يأتي دور الأسرة، وعلى رأسها الأم والأب، في دعم وتشجيع الأبناء خلال فترة الاختبارات، من خلال توفير الجو والبيئة المناسبة للدراسة أثناء هذه الفترة؛ إذ تعتبر هذه الفترة "هي الأصعب"، خاصة إذا كان أحد الأبناء في المرحلة الدراسية الأخيرة، أو سينتقل من مرحلة إلى مرحلة.
على الأم والأب عدم إبداء أي نوع من التوتر أو الضغط أمام أبنائهما خلال فترة الاختبارات؛ فالتوتر قد ينتقل إلى الأبناء؛ وبالتالي يؤثر على تركيزهم؛ لذلك عليهما التحلي بالصبر، والهدوء والتريث؛ حتى يشعر الأبناء بالأمن والأمان والطمأنينة.
وبما أن أولياء الأمور لهم دور كبير خلال فترة الاختبارات فإن عليهم الابتعاد عن أسلوب المقارنة بين الأشقاء؛ فهذا قد يولّد الحقد والضغائن بين أفراد الأسرة الواحدة، وأيضًا قد يقلل من التركيز عند الأبناء؛ وبالتالي تكون النتيجة إهدار الجهد الكبير الذي تم بذله خلال العام الدراسي.. فتجديد الثقة في نفوس الأبناء أمرٌ في غاية الأهمية، مع عدم إعطاء فترة الاختبارات اهتمامًا مبالغًا فيه؛ فكل شيء يزيد عن حده ينقلب إلى ضده.
الخوف والقلق عند بعض الطلبة والطالبات خلال فترة الاختبارات، والشعور بالتوتر، أمر عادي جدًّا، حتى ولو كانوا من المتفوقين في دراستهم، لكن ما يزيد هذا القلق هو شعور أولياء الأمور بمزيد من الخوف والقلق، وهذا أمر سلبي جدًّا.
أكثر العادات السلبية خلال فترة الاختبارات تتمثل في عدم قدرة بعض الطلاب على حُسن إدارة الوقت؛ وهذا ناتج عن عدم التركيز، والخوف والقلق.. لكن على الطالب والطالبة اعتبار فترة الاختبارات فترة أكثر من عادية، مثلها مثل بقية فترات السنة الدراسية؛ حتى تتبدد كل المظاهر السلبية.
علينا أن نثق في قدرات أبنائنا الطلبة والطالبات، ونشد من أزرهم، ونشجعهم.. مع الأمنيات لكل أبنائنا الطلاب والطالبات بالتوفيق والسداد والنجاح.