الهوية السياحية للمدينة المنورة.. متحف مفتوح

تم النشر في

ما أهمها من لحظة، وما أعمقه من أثر، حين يتجسّد الطموح في خطوات عملية ترسّخ مكانة المدينة المنورة، فمع إطلاق الهوية السياحية للمدينة المنورة نجد أنفسنا أمام نقطة تحول مفصلية، تضع هذه المدينة المهمة على خارطة السياحة، كمنارة ثقافية فريدة، وهذا الإطلاق ليس مجرد تدشين، بل خطوة إستراتيجية نحو تطوير سياحي شامل، يخلق أثراً اقتصادياً واجتماعياً مستداماً، ويُثري بلا شك تجربة الزوار، انسجاماً مع مستهدفات رؤية 2030.

والمميز في هذا النهج، هو التركيز على التوازن الدقيق بين الأصالة والمعاصرة. فالمدينة المنورة، وهي تخطو نحو المستقبل بخطوات واثقة، تسعى للمحافظة على هويتها الثقافية والتاريخية كجزء أصيل لا يتجزأ من رحلتها. هنا، لا نتحدث عن مدينة تتخلى عن إرثها، بل عن مدينة تُجدّد تجربتها السياحية لتعكس أصالتها التاريخية، وفي الوقت ذاته تواكب التطور، وهو ما ظهر جلياً بتصنيفها في المرتبة الـ67 عالميًا في مؤشر IMD للمدن الذكية لعام 2025، إنها معادلة صعبة، لكن المدينة المنورة أتقنتها.

وفي قلب هذه الهوية الجديدة، يبرز مفهوم "المدينة المنورة متحف مفتوح"، فكم هو رائع هذا التعبير، الذي يختزل تاريخاً وثقافة ممتدة في كل زاوية وشارع وحي، هذا المفهوم الذي يهدف إلى تحويل رحلة الزائر إلى استكشاف عميق لتاريخ المدينة المنورة وثقافتها الضاربة في الجذور، بدلاً من أن تكون مجرد زيارة عابرة، فكل معلم، وكل موقع تاريخي، وكل قصة، تتحوّل إلى قطعة فنية في هذا "المتحف المفتوح" الذي يروي حكاية مدينة عظيمة عبر العصور.

إنها دعوة مفتوحة للزائر، ليتعمّق في كنوز هذه المدينة، فمع إطلاق هذه الهوية، أرى مستقبلاً سياحياً مشرقاً، تتبوأ فيه المدينة المنورة مكانتها المستحقة كإحدى أهم الوجهات العالمية التي تقدم تجربة روحانية وثقافية لا تُنسى، هذا المشروع هو بالفعل لبنة قوية في صرح بناء وطن طموح.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org