قالها الملك سلمان: الفلسطينيون لن يكونوا وحدهم
لا يكاد يمضي يوم، إلا وقوات الاحتلال الصهيوني تقتل فلسطينيًّا وتعتقل آخرين وتهدم بيوتهم وتصادر أراضيهم. وتتواصل الممارسات الإسرائيلية أمام سمع العالم وبصره منذ أكثر من سبعين عامًا. هذا العالم المخزي -وخاصة الدول الغربية- يستخذي أمام إسرائيل عندما يتعلق الأمر بحقوق الشعب العربي الفلسطيني؛ في الوقت الذي يرفع فيه عقيرته عاليًا لإدانة الفلسطينيين عندما يقوم أحدهم بطعن مستوطن يهودي غريب جاء ليستولي على أرضه. وأنتم تذكرون تلك الفلسطينية التي قالت لأحد المتطرفين اليهود: "يا يعقوب! أنت تسرق بيتي"، فرد عليها قائلاً: "إن لم أسرقه أنا، فسوف يسرقه غيري!".
هكذا بكل بساطة وبكل الهمجية يعامل غلاة اليهود وحكوماتهم أهل الأرض الحقيقيين، وهم يفعلون ذلك بارتياح كبير لأنهم آمنون من العقاب، ولأن دينهم يُبيح لهم قتل "الغوييم"؛ أي غير اليهود لأنهم وحدهم هم شعب الله "المختار وأحباؤه"، وأسفارهم وكتبهم التي يزعمون أنها منزلة من الله -مثل سفر التثنية- تقول: "وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك، فاضرب جميع ذكورها بحد السيف، وأما النساء والأطفال والبهائم وكل ما في المدينة فتغتنمها لنفسك، وتأكل غنيمة أعدائك التي أعطاك الرب إلهك".
هكذا هم منذ قديم الزمان؛ لأنهم الأشد عداوة للذين آمنوا كما يخبرنا القرآن الكريم.. وهم يمارسون هذه الإبادة والتطهير العربي جهارًا نهارًا دون وازع من ضمير؛ لأنه لا ضمير لهم ولا ذمة: فـ"إذا اعتقدت بأن فلسطينيًّا يفكر في قتلك، فاقتله أولاً"، بحسب ما قاله رئيس حكومة الاحتلال الأسبق "مائير لابيد".
هكذا هو الدم الفلسطيني الذي يقدم لإرضاء شهوة القتل عند هؤلاء الوحوش، الذين انتخبوا حكومة هي الأكثر تطرفًا منذ احتلال فلسطين، والتي لم يعارضها أحد سوى عشرات من المثليين الذين تظاهروا وبنيامين نتنياهو يؤدي اليمين الدستورية كرئيس "للديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط" كما يزعمون.
ضمن هذه السياسة الممنهجة، لا يتوقف المتطرفون اليهود عن انتهاك كل ما هو محرم ومقدس، وضمن هذه السياسة يقومون بتدنيس المسجد الأقصى ويمارسون طقوسهم ورقصاتهم في باحاته في تحدٍّ صارخ لمعتقدات ومشاعر ما يقرب من 1.9 مليار مسلم في العالم أو ما يزيد قليلًا عن ربع عدد سكان الأرض.
دول كثيرة أدانت اقتحامات غلاة المتطرفين اليهود لحرمة المسجد الأقصى؛ لكن موقف المملكة كان الأوضح من بينها، عندما أعربت وزارة الخارجية عن تنديد وإدانة المملكة العربية السعودية للممارسات الاستفزازية التي قام بها وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي باقتحام باحات المسجد الأقصى الشريف يوم الثلاثاء الماضي، وجددت وزارة الخارجية التأكيد على موقف المملكة الراسخ بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق، ودعم جميع الجهود الرامية إلى إنهاء الاحتلال والوصول لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية؛ بما يمكّن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية.
وهذا هو الموقف الثابت للمملكة وقيادتها، وقد طلبت الصين وبعض الدول عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي؛ لبحث التطورات الأخيرة في المسجد الأقصى، والصين دولة عظمى وعضو دائم في مجلس الأمن. ويجب استغلال هذه الجلسة لتعرية الممارسات الصهيونية العنصرية والداعمين لها. ومن المؤكد أن المملكة؛ بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، وبمكانتها العالمية ودورها العربي والإسلامي؛ لم ولن تتخلى عن الشعب الفلسطيني، فمن هذه الأرض سافر عمر بن الخطاب على بعيره قبل أكثر من 1400 عام ليستلم مفاتيح القدس ويصدر العهدة العمرية بعروبة القدس وفلسطين وإسلاميتها وحرمة مقدساتها. وهذه الأرض ستظل وفية على العهد ولن تترك الشعب الفلسطيني وحيدًا أمام هذه الوحوش "البشرية".