رسائل التسامح.. بين القبول والرفض..!!
تعوَّدنا كل عام مع قرب دخول شهر رمضان المبارك أن نقرأ ونرى رسائل تسامح ومسامحة (كي تحلله وتبيحه) قبل دخول شهر رمضان المبارك، على مختلف وسائل السوشال ميديا، مع إيماننا شبه المؤكد بأن أغلبها نسخ ولصق، ولم تكن -أحيانًا- خارجة من صميم قلوب بعض طالبي السماح؛ ولذلك تفقد أهميتها، وتُعتبر رسائل عابرة..!
وتختلف نفسيات المعنيين بالعفو عن غيرهم؛ إذ ليس كل خصام أو خلاف يمحوه رسالة عابرة؛ فبعض الخلافات والخصومات تحتاج لجلسات وشرح مواقف واعتذارات؛ حتى تصفو النفوس مما اعتراها من كدر وزعل، قد يكون طال أمده، نسأل الله السلامة والعافية..!!
جميلة تلك الرسائل التي تكون بين الأصحاب والأقارب والأصدقاء والزملاء في كل المناسبات، ولكن الأجمل أن تكون صادقة ونابعة من القلب، لا أن تكون رسائل عابرة، ومن فئة نسخ ولصق..!! ولذلك بعض الناس يرفض أمثال تلك الرسائل (رسائل السماح والعفو قبل شهر رمضان)، مع أن العفو والصفح من أنبل الصفات وأزكاها.. ولنتذكر الحديث الذي جاء في الصحيحين: "وخيرهما الذي يبدأ بالسلام".
أما رسائل السماح قبل دخول شهر رمضان المبارك تجاه الخلافات، خاصة إذا أنتجت قهرًا أو ظلمًا، أو فيها أكل حقوق الناس.. إلخ، فهذه بالتـأكيد لن تمحوها رسائل عابرة، قد يكون مرسلها لم يقرأها أصلاً، كما ذكرتُ ابتداء، وهو يتوقع أن الطرف الآخر سينسى ويسامح بمجرد قراءة الرسالة..!!
وختامًا.. شهر رمضان المبارك هو سيد الشهور، وشهر الصيام والقيام، وتلاوة القرآن؛ ولذلك من الطبيعي أن تتصافى فيه النفوس، وتتسامح، وأن يكون فيه العفو عند المقدرة هو شعار المسلمين المؤمنين الأنقياء؛ حتى يعظم لهم الأجر والثواب.. وكل عام وأنتم بخير، وشهركم مبارك.