الشركات التي تعمل في مجال إدارة تطبيق مواقف السيارات، التي انتشرت مؤخرًا في معظم محافظات السعودية، استبشرنا بها خيرًا في القضاء على الكثير من السلبيات التي تنتج من بعض قائدي المركبات، وهذا العمل يساعد في تحقيق جودة الحياة.
مع الأسف الشديد.. هناك سلوكيات سلبية، تتبعها بعض الشركات في تحفيز موظفيها بنِسَب أو مكافآت، فيها نوعٌ من الخلط بين الصواب والخطأ، والاستغلال والتدليس، الذي يقود البعض إلى تحقيق أكبر عائد ربحي، دون النظر إلى شرعية مثل هذه الأعمال الاستفزازية التي تهدف إلى جمع أكبر قدر من المخالفات والإيداعات النقدية بطرق ملتوية، وتشوبها الشبهات من جهات عدة.
نحن مع الضبط والربط والجودة، ولكننا في الوقت نفس لسنا مع الاختراقات واللعب على النظام، والالتفاف حوله بطرق لم تحفظ حقوق الناس، ولم تراعِ أن في العقوبات المالية تمييزٌ بين الغني والفقير؛ فالغني يستطيع أن يدفع بخلاف الفقير.
من صور الردع المباشر لموظفي هذه الشركات تصوير المركبات المخالفة دون إعلام المخطئ من أصحاب المركبات. ومن الصور أيضًا الكشف على لوحات السيارات الواقفة نظامًا، فإن وجد عليها مخالفة سابقة فإنه يقوم بوضع آلة الكلبشة على أحد الكفرات، ووضع استيكر على باب السائق، يُمنع إزالته وإلا سيُغرم؛ حتى يتم الاتصال بالموظف المعني بهذه المواقف، فيحضر ويجبر السائق على دفع المخالفة السابقة وضريبتها فورًا، وكذلك قيمة وضع الكلبشة 115 ريالاً بضريبتها..!!
هذا السلوك مشين، ويلحق الضرر الذي نهى عنه الإسلام بصاحب المركبة؛ فقد يكون مظلومًا، وقد يكون صاحب ظرف قاهر، لا يملك قوت يومه، وقد يكون مستعجلاً ولديه مريض.. والظروف الحياتية كثيرة، لكنها لا تعفيه من استحقاق المخالفة.
إن تأثير العقوبة المالية على النفس البشرية قد يكون أكثر تأثيرًا في النفوس من الجَلْد والحبس وغيرهما من العقوبات.. ولكن، لا بد من تطوير هذه الشركات، وربطها بنظام "أبشر"؛ لإظهار أي مخالفة، وإرسال رسالة للمخطئ. وهذه التقنية غير موجودة لدى الشركات حتى إعداد هذا المقال.
كما أن عملية الاسترداد المالي من الشركات في حالة تسديد مخالفة بالخطأ من المفروض أن تعود بتقنية عالية في غضون سويعات، وليس أيامًا وأسابيع. ويجب أن يتم تسجيل يوم ووقت ومكان المخالفة وصورتها بالدقيقة، وأن يُنظر في عدم إعطاء الصلاحية للشركة بـ"كَلْبَشة" السيارات التي عليها مخالفات سابقة. والمهم تحديد أنواع المخالفات التي تستوجب "الكَلْبَشة" بعيدًا عن التصيُّد.