مدينة "مسك".. ملامح المستقبل الإنساني والاقتصادي للمملكة
حين نتحدث عن المدن الذكية والمستدامة، فإن مدينة محمد بن سلمان غير الربحية “مسك” لا تُعد مجرد مشروع عمراني جديد، بل رؤية إنسانية واقتصادية متكاملة تجسد روح رؤية المملكة 2030 في أبهى صورها. إنها مدينة تنبض بالمعرفة والإبداع، وتؤسس لمفهوم جديد من التنمية المستدامة التي توازن بين الابتكار والإنسان والبيئة.
في ملتقى الاقتصاد الاجتماعي الرابع، الذي نظمته مؤسسة الأميرة العنود الخيرية، كشف الرئيس التنفيذي للمدينة ديفيد هنري عن تفاصيل دقيقة تعكس عمق الرؤية التي تنطلق منها المدينة نحو عام 2034، وهي ملامح تحمل في جوهرها تحوّلًا نوعيًا في مفهوم المدن غير الربحية حول العالم.
مدينة بحجم الرؤية
تتجاوز الاستثمارات في المشروع 22.78 مليار ريال سعودي، وتمتد على مساحة 3.2 كيلومتر مربع، لتكون بمثابة منصة حضارية تُعيد تعريف العلاقة بين الاقتصاد والمجتمع والمعرفة.
المدينة صُممت لتكون من أكثر المدن خضرة في المنطقة، إذ تشكل المساحات الخضراء 42.3% من إجمالي المساحة، في انسجام تام مع مبادرة السعودية الخضراء، ومعايير الاستدامة البيئية العالمية.
وجهة للابتكار والمعرفة
بحسب هنري، ستستقطب المدينة أكثر من 8 ملايين زائر سنويًا، وستحتضن من 10 إلى 15 شركة رائدة تسهم في بناء المنظومة الابتكارية والاقتصادية، إلى جانب توفير 14,800 فرصة عمل مباشرة، ما يجعلها بيئة مثالية للشباب والمبدعين ورواد الأعمال.
ولعل هذه الأرقام ليست مجرد مؤشرات اقتصادية، بل دلائل على رؤية تضع الإنسان في قلب التنمية، وتفتح له آفاق الإبداع في بيئة تحفّزه وتحتويه.
حياة متكاملة ومجتمع نابض
المدينة ستضم نحو 19,500 نسمة، يعيشون في فضاء يجمع بين السكن والعمل والترفيه والتعليم في منظومة حضرية ذكية، تُقدّم نموذجًا واقعيًا لما يمكن أن تكون عليه المدن المستقبلية في المملكة، حيث تتقاطع التكنولوجيا مع الإبداع، والبيئة مع الإنسان.
رؤية مسك.. من المحلية إلى العالمية
إن ما يميز مشروع “مسك” أنه لا يكتفي بتشييد مبانٍ أو استقطاب استثمارات، بل يرسخ فكرًا جديدًا عن التنمية غير الربحية، يهدف إلى تمكين الشباب وبناء الإنسان قبل المكان.
فهي مدينة غير ربحية بالاسم، لكنها رابحة في الأثر والمعرفة والابتكار، إذ تمثل نموذجًا عالميًا لما يمكن أن تصنعه رؤية سعودية تمتلك الطموح والإيمان بقدراتها.
ختامًا
ما أعلنه ديفيد هنري خلال مؤتمر العنود للاقتصاد الاجتماعي ليس مجرد عرض لمشروع عمراني، بل هو إعلان عن مرحلة جديدة من التنمية السعودية، تُعلي من قيمة الإنسان، وتعيد تعريف المسؤولية الاجتماعية بمفاهيم معاصرة تستلهمها من فكر ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – الذي جعل من الشباب والمعرفة والابتكار روافع حقيقية لمستقبل المملكة.