شهدت اليونسكو ثم ماذا؟

يُعتبر التعليم أساس تطوير ميادين الحياة والنهوض بالأمم؛ لذا أوْلت حكومة المملكة العربية السعودية التعليم اهتمامًا بالغًا بالتزامن مع نشأتها؛ حيث بدأ الملك عبدالعزيز هذه المسيرة واستمرت في تطور وازدهار حتى وقتنا الحالي في عهد الملك سلمان وولي عهده؛ إذ شهد التعليم قفزةً تعليمية دلل عليها اختيار منظمة اليونسكو العالمية المملكةَ ضمن أفضل أربعة نماذج على صعيد التعليم الإلكتروني، كما اعتمدت الإطارَ التقويمي الذي أعده المركز الوطني للتعليم الإلكتروني.

ومع اتساع رقعة المملكة العربية السعودية وتنوع المناطق والمدن والقرى والهجر التابعة لها؛ فإن وزارة التعليم واجهت العديد من التحديات والمشكلات مع إدارات التعليم في مناطق المملكة ومحافظاتها، واتضح ذلك جليًّا في وقت جائحة كوفيد-19؛ حيث تم تعبئة جميع الجهود لإنجاح العمل على منصة "مدرستي" وتغطية الفاقد التعليمي قدر الإمكان؛ حيث إنها تخدم ما يقارب 6187776 طالبًا وطالبة في مراحل التعليم العام المختلفة.

وعلى الرغم من هذا، عانت بعض الإدارات التعليمية من قلة الموارد المادية، وضعف شبكات الاتصال، وعدم وجود الكوادر المدربة تدريبًا مهنيًّا عالي المستوى لنقل الخبرات لباقي الموظفين، والتباين في مستويات مراكز التدريب، وعدم مرونة الصلاحيات الممنوحة للمديرين، وضعف الميزانيات المرصودة للمدارس والمكاتب.

وعليه فإن وزارة التعليم يجب أن توجِدَ حراكًا إيجابيًّا يتمثل في تعديل الكثير من سياساتها ومواكبتها لرؤية المملكة 2030، وكذلك النظر في الصلاحيات الممنوحة لمدير التعليم في المناطق والمحافظات من خلال عمل ورش ومناقشتها والتصويت عليها وإضافة صلاحيات تناسب وضع كل منطقة؛ أي أن تكون الصلاحيات عامة وخاصة، وتُوَفر الأدوات الإلكترونية التي تُعزز من نجاح منصة "مدرستي" وتساعد أولياء الأمور غير القادرين؛ حتى يكون هناك عدالة في جميع مناطق المملكة التعليمية في تلقي التعليم، وزيادة الميزانية المخصصة للمدارس والتي تشمل الصيانة، وتزويد مراكز التدريب بطاقم عمل متميز ذي مؤهلات عالية بدءًا من المدير ووصولًا إلى المدربين؛ على أن يكونوا مفرّغين للعمل في التدريب فقط.

وعلى الرغم من هذا، لا يوجد مشكلة إلا ولها حل؛ فقط ينبغي علينا دراستها وتحليلها ومن ثم التوصل إلى حلها بشكل ناجح وفعال؛ إذ إن وزارة التعليم تسعى جاهدة لحل المشكلات ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية، ويبدأ هذا مع وضوح الأهداف والبعد عن التحيز والعشوائية، وتشكيل فِرَق عمل على مستوى عالٍ من التمرس والتميز والكفاءة.

ولعنا في الختام نؤكد جهود وزارة التعليم لحل المشكلات التي تواجهها، من خلال استعراض واحدة من أهم المخرجات التي تَوصل إليها مؤتمر ليب LEAP وهو خدمة التسجيل الإلكتروني للطلاب؛ حيث إنها خدمة ذكية تسهّل وتنظم رحلة تسجيل الطالب في الصف الأول الابتدائي؛ حيث تخدم أكثر من 450 ألف طالب سنويًّا، وتنظم آلية التسجيل والقبول في أكثر من 12 ألف مدرسة ابتدائية موزعة على 47 إدارة تعليم في مناطق المملكة.

Related Stories

No stories found.
صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org