مرور الرياض على مسيرة التطوير
كل عام وأنتم والوطن والأمة الإسلامية بكل خير بمناسبة شهر رمضان الكريم لهذا العام..
لطالما تحدثنا عن أهمية ودور القطاعات الحكومية بشكل عام في المساهمة في تثبيت أصول برنامج سهولة الوصول الشامل، والمتعلق بذوي الإعاقة، ليس فقط لأن تمويل مثل هذه المساهمات يكون من الخزينة العامة للدولة، وإنما أيضًا لترسيخ الفكرة نفسها، ولضرب مثل لبقية القطاعات الأخرى من خاص أو أهلي أو فردي، وبالتالي فإن أي تطوير أو قرار أو تنظيم معين، يعنى بذوي الإعاقة ويسهّل حركتهم وتنقّلهم وتلبية حوائجهم، دون الإضرار بأصول وثوابت الوصول الشامل، فإننا معنيون بالتركيز عليه وتقديمه للرأي العام، والغاية التحفيز والتحسين، سواء كان رأينا نقدًا أو مدحًا.
لا شك أن هنالك قطاعات ومؤسسات عليها ضغط كبير، سواء من عدد المراجعين أو نوعية الخدمات التي تقدمها، والإدارة العامة للمرور لها من هذا الضغط نصيب كبير، ولكنهم في الإدارة العامة للمرور وأخصّ بالذكر إدارة مرور الرياض، يكملون مسيرة مراعاة وخدمة ذوي الإعاقة، ولكن الأمس ليس كاليوم، بالأمس لم يكن بذلك التطور التكنولوجي كما هو الحال اليوم، واليوم ونحن على أعتاب رؤية الوطن 2030، فإن كل عمل تقوم به الدولة وأجهزتها، لا بد وأن يكون مكتملًا احترافيًا يخدم ويحقق المصلحة العامة.
مرور الرياض ممثلة في مديرها في نهجه بتأمين وتخصيص أماكن خاصة لخدمة ذوي الإعاقة وكبار السن، والذين يقومون بمراجعة دوائر المرور في العاصمة الحبيبة الرياض، هذه المراجعات ورغم انخفاضها نظرًا للتطور الرقمي التكنولوجي، والكثير منها لا تحتاج إلى مراجعة بالحضور المباشر، غير أن هنالك عددًا من المراجعين قد لا يعرفون كيف يستعملون التطبيقات الرقمية التقنية، أو ظروفهم المعيشية لا تمكّنهم من تحمل تكلفتها مهما كانت بسيطة، لهذا فإنهم يقررون مراجعة دوائر المرور لتحقيق ما يريدون، وتنفيذ مطالبهم واحتياجاتهم، وهنا تأتي الحاجة والضرورة، بأن من هؤلاء المراجعين، هنالك عدد من ذوي الإعاقة وكبار السن وذوي الإعاقات المتنوعة المختلفة.
هذه الرؤية كما قلنا ليست بجديدة على إدارة المرور في الرياض، ولكن نشهد أيضًا حرصًا شديدًا عليها، وسعيًا دؤوبًا لإقامتها وتجهيزها وفق أحدث الوسائل والخدمات، مجرد فكرة أن هنالك مواطنًا من كبار السن أو من ذوي الإعاقة، قد يقرر في لحظة مراجعة قسم أو مركز مرور، ولا يجد مكانًا يصطفّ فيه، أو مكان لا يستطيع دخوله، وإن دخله لا يجد تجهيزات تمكنه من التواصل مع رجالات وكوادر المرور، مجرد هذه الفكرة تلزمنا بأن نؤمّن كل شيء لمنع حدوث هذه الفكرة، حتى لو فرد واحد.
دائمًا حين يكون العمل بروح الوطنية والمصلحة العامة، ومتجردًا من المصالح الشخصية، دائمًا حين تملك في داخلك حب العمل، وتملك من خلفك قيادة رشيدة حكيمة، وإمكانيات من رزق الله سبحانه وتعالى وكرمه، فإنه لا بد وأن تصل إنجازاتها مستويات عالية من الدقة والمنافسة وتحقيق الغايات، وبمجرد مراجعتك كمواطن أو مقيم، أي جهة في إدارة مرور الرياض، لا بد أن تعي وتفهم وتلمس مباشرة أن التفاصيل وإن صغرت مهمة، وأن العسكرية وروح الجندية كما هي في الدفاع عن حدود الوطن، فهي أيضًا بالدفاع عن منجزات الوطن، وأهم منجز ولله الحمد هو روحنا الوطنية وحبنا للوطن، وانتماؤنا وولاؤنا له ولقيادتنا الرشيدة الحكيمة.