عندما تشيخ كُل الألعاب ؛ يبقى البُخْلُ شابَّاً!!
هناك جرائم تُصبح محترمة بقوَّة الاستمرار ، وقُوَّة النفوذ ، وأكبرُ خطإٍ أنْ لا يَفْطِن المُستثمر إلى خطيئةِ نفسهِ ، فالبُخلاءُ جِمالٌ عطشانة ، والمياهُ مُحَمَّلَة على ظهورها ، والصانعُ المهملُ ؛ يُلقي اللائمة على أدواتهِ ، ومن حذَّرك بالأمس كمَنْ بشَّرك اليوم ، قال تعالى:{إنَّ رَبَّكَ لَبِلْمِرْصَاد } !!
في مصائفنا الجميلة ؛ تنتشر الألعاب الترفيهيَّة ، هذه الألعاب التي عفى عليها الزمان وشَرِب ، وأصبحت غير مواكبة للزمان الذي نَحْنُ فيه ، بل هي أقرب للصنادِق المشوِّهة لواجهة تلك المصائف والمنتجعات الموعودة ، وإفراط التوقِّي أوَّل موارد الخوف كما قال سقراط .
الكثير من الزوار والمصيِّفِين على اِستياء من هذه المجمعات الحديدية التي أكل منها الصدأُ وصدَّر ، في ظل غياب شبه كامل من الجهات المعنية والتي هي شريكة في كل جريمة تقع في حق الأرواح البريئة ، فليس المُخاطِرُ بمحمودٍ وإنْ سَلِم ، ومن لم يتحسَّب للعواقب ؛ لَمْ يَكُن الدهر له بصاحب، قال تعالى :{ وكان الله على كل شيءٍ رقيبا }.
يجب الضرب بيدٍ من حديد - كائناً من كان - على كُل من لهُ ضِلْع في وقوع جريمة قتل في نفس بريئة جاءتْ لتعيش اللحظة الجميلة ، لا لتعيش لحظة الموت والحياة التعيسة ؛ بسبب إهمال هُنا أو هناك ، وكأنَّ المحافظة على الرِّبح أهم من المُحافظة على الأرواح ، وأحزمُ الحازمين من عرف الأمرَ قبل وقوعهُ فاحترسَ منه .
نحنُ في عصر الحوكمة الرقابية ، وعصر الأتمتة الرقمية ، وهذه الكيانات الاستثمارية ؛ يجب أنْ تخضع للنظام نصَّاً دون مرونة ، ويُطبَّق في حقَّها نظام التأمين الشامل ، وكُل الاشتراطات الخاصَّة لكل لعبة على وجه الخصوص ، مع تركيب ساعة ميزان لمقدار الحمولة لكل لعبة ، فكُل جهاز لهُ عُمْر ، وتقدير " إهلاك".
هناك الكثير من العمل السلبي ؛ يجب أنْ يُنْجَز بالمُعالجة داخل هذهِ المُنتجعات السياحية ، سواء كان على المستوى الوظيفي ، الأمني ، والتقني ، أو من خلال التغذية البصرية والتطوُّر في جلب الألعاب الحديثة الأكثر أماناً و جودة .
لا يزال شبابنا يعمل في هذه المنتجعات في الفترة الصيفيَّة ، وهو خاضع برقبتهِ للمستثمر ؛ توظيف عشوائي ، راتب ضعيف جداً ، ومحاسبة عسيرة ، ولا تُحسب له في التأمينات ، وإنْ كان هناك خلاف ما أقول ؛ فعلى الجهات الرقابية السلام !!