لماذا الاستهتار بحياتنا؟
من المؤسف أن نشاهد حوادث متعددة في وطننا، بالرغم مما تُصدره الجهات المعنية من تحذيرات عبر وسائل الإعلام المختلفة. فقد لاحظنا ما تنشره وسائل الاتصال والإعلام من صور لبعض المتهورين الذين يقطعون مجاري السيول بسياراتهم أو راجلين، ثم ينتج من ذلك كارثة إنسانية عندما تجرف السيول السيارة؛ ويفقد قائدها السيطرة عليها؛ ويبدأ صراخ مَن بداخلها من نساء وأطفال. وقد تكون تلك الرحلة آخر يوم في حياتهم!
وقد التهمت السيول أُسرًا كاملة بتهور قائد السيارة، الذي لم يُحكّم عقله، واعتبر ما أمامه سهل العبور، لكنه يُفاجَأ بأن قوة السيل أعظم وأكبر من قوة محرك سيارته.
وعلى الجانب الآخر نجد أطفالاً وكبارًا يقفون إلى جانب الأودية بعد هطول الأمطار، بل إن بعضهم يغامر بحياته بالنزول في المياه مستعرضًا أمام الحاضرين قدرته على السيطرة على نفسه، وفي طرفة عين يجرفه السيل؛ ويختفي عن الأنظار مخلفًا الحزن لأهله وأقاربه، وإشغال الجهات ذات العلاقة من دفاع مدني وهلال أحمر وصحة وأمن في رحلة بحث عن جثته التي قد تستمر أيامًا. وهذا ما حدث في كثير من الحوادث. لقد شاهدنا مجموعة كبيرة من الأطفال يسبحون داخل مياه السيول في غياب أولياء أمورهم، مُعرِّضين أنفسهم للخطر، ودون تدخُّل من الجهات الأمنية لمنعهم من ذلك. لقد شاهدنا خروج الكثيرين بعوائلهم أثناء نزول الأمطار معتبرين ما يقومون به نزهة! وقد تنقلب إلى كارثة عندما يصعدون على سفوح الجبال، أو يدخلون تجمُّع المياه وجريان الأودية، بالرغم من تحذيرات الدفاع المدني من ذلك، وقد يتعرضون للصواعق والغرق.. وغير ذلك.
إننا أمام مسؤولية يشترك فيها الجميع من جهات أمنية وإعلامية وأئمة المساجد والتعليم؛ لتثقيف المجتمع بمخاطر السيول، وتحذيرهم منها.
نسألُ الله أن يحفظ الجميع من كل مكروه، وأن يُجنِّبهم مخاطر السيول.