معرض عالمي في قلب الرياض
عند زيارتك لمعرض سيتي سكيب هذا العام، يشدّك حجم الحدث، الأجنحة الضخمة، واللقاءات المزدحمة.
وزير البلديات والإسكان، الأستاذ ماجد الحقيل، تحدث عن الإنجازات والرؤية المستقبلية، وشارك الحضور طموحات المملكة في قطاع العقار. لكن بعد ذلك توقفت عند رقم الصفقات في أول يومين من المعرض؛ تجاوزت قيمتها 161 مليار ريال.
رقم كبير، لكنه يطرح سؤالًا مهمًا: ما أثر هذا الرقم على حياتنا واقتصادنا؟
فكر في الأمر؛ هذه الصفقات تعني منازل جديدة، آلاف الأسر ستجد مسكنها. تعني وظائف في البناء، الهندسة، الخدمات، والتجارة، وفرصًا للشباب الطامح. تعني نشاطًا اقتصاديًا وصناعيًا؛ مصانع تعمل، مؤسسات تنشط، وسلاسل إنتاج وخدمات تتحرك لتلبي الطلب المتزايد.
لكن الأثر لا يتوقف عند هذا الحد. مثل هذه الفعاليات تعزز ثقة المستثمرين محليين ودوليين في السوق السعودي؛ فهم يرون أمامهم بيئة تنظيمية واضحة، بنية تحتية رقمية متقدمة، وتشريعات تُسهّل الاستثمار وتُسرّع الإجراءات. وهذا ينعكس على جودة المشاريع وعلى تنوّع المنتجات المعروضة للمواطن، خصوصًا مع توسع نماذج البناء الحديثة مثل البناء المسبق والبيع على الخارطة، وهي أدوات تساهم في خفض التكاليف وتقديم خيارات أكثر.
كما أن نجاح المعرض بهذا الحجم يرسل رسالة مهمة للعالم: الرياض أصبحت مركزًا للاستثمار العقاري والتطوير العمراني، ووجهة يبحث فيها المطورون عن فرص طويلة المدى. ومع تنامي الطلب السكاني وتوسع المدن، فإن هذه الاستثمارات تشكل رافعة حقيقية لتحقيق توازن السوق، ورفع نسب التملّك، ودعم جودة الحياة التي تستهدفها رؤية المملكة 2030.
الرقم الكبير هنا يمثل أكثر من قيمة مالية؛ إنه مشهد اقتصادي واجتماعي يعكس تغيّرًا يحدث أمام أعيننا.
فرصة لرؤية الأثر الحقيقي لكل ريال مستثمر، وكيف تتحول الأرقام إلى حياة، وظائف، ونمو، وازدهار لكل من يعيش في هذه المدن ويشارك في اقتصادها.
ومن الجيّد أن يقدم المسؤول حلولًا مبتكرة تتجاوز التحديات التقليدية في القطاع؛ حلولًا تستند إلى التقنيات الحديثة، وإلى الشراكات الذكية، وإلى فهم عميق لاحتياجات المواطنين وتغير نمط حياتهم. فنجاح المنظومة صحيح يقاس بكمية المشاريع، لكنه أيضاً يُقاس بقدرتها على ايجاد خيارات واقعية، وتسهيل رحلة التملك، ورفع جودة الحياة. وما دام المسؤول يعمل بهذه الروح المتجددة، فالقادم يحمل فرصًا أكبر، ونماذج أذكى، وتطويرًا يلامس حياة الناس ويعزز تطلعاتهم.
