بيئة العمل وخلط الإعجاب بالاحترام..!
دخلت "نجلاء" - اسم افتراضي وليس من الواقع - لمقر العمل، وقالت: "السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. صباح الخير".
دخل السرور على نفس "حسام" - اسم افتراضي كذلك - وابتهج وابتسم ورد التحية بكل فرح. خرج من مكتبه مسرعًا إلى كافتيريا الموظفين التي تُستخدم أحيانًا للأكل والشرب، وأحيانًا للغيبة ونقل المعلومات. صاح بصوت عالٍ: "نجلاء معجبة بي!! كل يوم تسلم وتتمنى لي يومًا سعيدًا"!!
وجود الخلط بين الإعجاب والاحترام قد يقود إلى مشاكل اجتماعية داخل بيئة العمل.
أزمة فهم الاحترام وأساليبه المتعددة لدى بعض الناس، التي تعتمد على تربية الشخص وطريقة تعامله مع الناس، أوجدت سوء فهم وخلط بينه وبين الإعجاب.
البعض يعتقد أن اللطف والكلمة الطيبة ولغة الجسد الإيجابية دلالة على إعجاب المرأة، ولا يعلم أن بعض الثقافات تُربي المرأة على التعامل مع الجميع، وعلى احترام الإنسان بغض النظر عن جنسه.. فتجدها تعلمت أن تقول السلام عليكم، وتسأل عن صحة الشخص الذي تتعامل معه، سواء كان ذكرًا أو أنثى، وتعتبر ذلك من أساسيات الاتصال الفعال.
كما نعلم جميعًا أن الاحترام يعد إحدى القيم الحميدة التي يتميز بها الإنسان. ويتضح مستوى تربية الإنسان من خلال تعامله مع نفسه ومع الآخرين.
استخدام المفردات اللائقة والعبارات المهذبة منهج كل محترم، وكل من تلقى تربية سوية داخل أسرة تؤمن بأهمية الأدب والاحترام.
تعليم الأبناء وتدريبهم على القيم والأخلاق الرفيعة مطلب مهم للغاية.. وفي الوقت نفسه شرح ما يمكن أن يقال وما لا يجب أن يقال حتى لا يساء فَهم الإنسان.
من الواجب على جميع الموظفين داخل بيئات العمل التي يوجَد فيها الرجال والنساء تفسير الكلمات المهذبة بالشكل الصحيح السوي.
كما يجب أن يتم إغلاق منافذ سوء الظن والتفسيرات غير المنطقية.
المبالغة في اللطف والاحترام والتودد أكثر من اللازم قد تقود إلى فهم خاطئ؛ ومن هنا على الموظفات أولاً الحرص على التعامل بشكل رسمي حتى تُجنِّب نفسها الوقوع في المشاكل مع محدودي التفكير.
بيئة العمل يجب أن تكون صحية خالية من السلوكيات غير المناسبة والتصرفات المعيبة التي تعيق الإنجاز والتقدم.
من المفترض أن يتم تقديم لقاءات تثقيفية، تشرح للجميع أهمية احترام الموظف لزملائه، وتقديرهم، ومعرفة حدوده معهم.
بيئة العمل التي تُبنى على معايير أخلاقية عالية تُعد بيئة مثالية جاذبة للجميع.