🔴 سؤال للجميع: هل جعلتَ #التغافل صديقًا لك..!؟
#ناصية
منذ أن عرفت نفسي و تواصلت مع عالم المعرفة و فضاء القراءة اتخذت #التغافل صديقاً استدعيه إذا تطلب الأمر ذلك.
و هذا القرار، أعني اتخاذ التغافل صديقاً جاء بعد سياحة طويلة في عالم الكتب وهو: "الكون المسطور"، وعالم التجارب وهو: "الكون المنظور".
ولعل أبرز المحطات التي أثرت علي وشجعتني لأجعل التغافل صديقا.. ما يلي:
أولاً: سئل حكيم: ما اللبيب؟ فقال: الفطن المتغافل.
ثانياً: لما أمضى معاوية بيعة يزيد، قال يزيد: يا أبت ما أدري أ نخدع النّاس أم يخدعوننا بما يأخذون منّا؟ فقال: يا بنيّ من خدعك فانخدعت له فقد خدعته.
ثالثاً: و قيل: إذا أردت لباس المحبّة فكن عالما كجاهل.
رابعاً: وقيل: من تغافل فعقلوه، و من تكايس فطبطبوه أي العبوا به على الطبطابة.
خامساً: قال الشاعر: ليس الغنيّ بسيّد في قومه.. لكنّ سيّد قومه المتغابي.!
سادساً: قال عمرو بن العاص: "ما رأيت أحدا كلّم عمر رضي اللّه عنه إلا رحمته لأنه كان لا يخدع أحدا لفضله، ولا يخدعه أحد لفطنته".
سابعاً: وقال إياس بن معاوية: لست بخبّ و لا الخبّ يخدعني.!
ثامناً: وقيل لرجل: فيك فطنة، فقال: ما ذنبي إذ خلقني اللّه عاقلا.
تاسعاً: قال الإمام أحمد بن حنبل: تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل.!
عاشراً: هناك بيت عظيم للشاعر الفرزدق يقول فيه: (استمطروا من قريش كل منخدعٍ.. إن الكريم إذا خادعته انخدعا.!
يشير البيت إلى أن الكريم قد ينخدع بسهولة بسبب طيبة قلبه، إنه لا ينخدع و إنما يمر الخدعة و يتغافل عنها.. وهو يعرف أنها خدعة.!
وقد تمثل بهذا المثل "الرشيد" وذلك حين سخط على "حميد الطوسي" فدعا له بالنطع والسيف لتضرب عنقه، فلما أخذ من بين يديه لتضرب عنقه بكى فقال له الرشيد: ما يبكيك؟ أجزعاً من الموت؟
قال: لا ولكن بكيت أن أخرج من الدنيا وأمير المؤمنين عليَّ ساخط.
فضحك الرشيد وأنشد: (إن الكريم إذا خادعته انخدعا).. ثم وهبه للحسن بن قحطبة.
حسنا، ماذا بقي.!؟
بقي القول: بعد هذه المقولات و بعد معركتي مع الحياة.. أقول: التغافل رزق من الله و نعمة تستحق الشكر.
#قاله_العرفج