استخدام الأمثال الشعبية في التدريب

تم النشر في

معظم الكُتّاب حول العالم يستمدون أفكارهم وأحداث رواياتهم من واقعهم الذي يعيشون فيه. في هذا المقال سأكتب عن أمثال وقيم ومبادئ وأخلاق سامية، شاهدتها وعايشتها وتعلمتها من رجال كان لهم أثر رائع وبصمات حسنة على حياة من حولهم.

تعلمنا من كبار السن في عسير -حفظهم الله وأمد الله في أعمارهم على الخير والصلاح- الكثير من حكم الحياة، التي نعدها نظريات حياتية جديرة بالتطبيق، ولها فوائدها الكبيرة.

استشرتُ أحد كبار السن من منطقة عسير عن موضوع أود المشاركة فيه، فقال: أنا لا أستطيع أن أنصحك بالاتجاه لهذا الأمر أو تجنبه. فقلت: هل أبتعد عن هذا الأمر؟ فقال: "عينك تدلك ورجلك تشلك"، أي "أنت المسؤول الأول والأخير". فقلت له: هل هذه العبارة وردت على ذهنك الآن؟ فقال: هذه حكمة نرددها منذ عشرات السنين، وتعلمناها من كبار السن -رحمهم الله-.

طلبتُ منه أن يعطيني بعض الأمثلة التي تعلمها وسمعها من كبار السن في منطقة عسير السابقين، فأخبرني ببعضها، وسأوردها في هذا المقال:

* (الرزق في مغابن الركب). وفي هذا المثل حث على الحركة وعدم الجلوس، والدعوة للعمل والسعي وطلب الرزق.

* (رب ولدك لفقر ولا ليتم). وفيها دعوة لإعداد وتربية الأبناء؛ ليكونوا قادرين على مواجهة أعباء الحياة.

* (شور مع شور ينفع). أي إن الآراء وتنوعها وطلب الشورى من أكثر من شخص يفيد المستشير، ويعود عليه بالنفع.

وقد قيل سابقًا "ما خاب من استخار ولا ندم من استشار". ونرى هذا الموضوع بوضوح في جلسات العصف الذهني أثناء اجتماعات العمل، التي تهدف إلى جمع أكبر عدد من الأفكار والآراء بدلاً من الاعتماد على رأي واحد فقط.

* (عنز تناطح جبل). أي الشخص الضعيف المختل الذي يحاول أن يعتدي بالقول على إنسان له مكانة وتقدير وشأن رفيع.

* (ما يضحك بالناس إلا أخس الناس). أي لا يسخر من البشر إلا السيء صاحب النية الخبيثة. وهنا دعوة لاحترام الآخرين، وتجنب الإساءة لهم أو التقليل من قدراتهم.

* (هدير بارك). والمقصود هو الجمل البارك الذي يهدر وهو قاعد، أي الشخص الذي ينتقد بصوت مرتفع، ولا يحب أن يعمل، ولا يبادر، ولا يشارك في أي مهمة.

وبعض الموظفين لا يعمل ولا يتحرك ولا ينجز مهمته.. ويقوم بالشكوى والتذمر ورمي العقبات في طريق المنجزين من الموظفين.

* (قل لبيه قدك بتفغر). وسبب هذا المثل الذي يتناسب مع دورات فن الاتصال والتعامل مع الناس أن أحد كبار السن دعا شابًا يعمل في مزرعته، ففتح الشاب فمه بطريقة غريبة وبصوت مزعج، وقال (هاه أيوه)، فرد عليه كبير السن (قل لبيه قدك بتفغر). وفي هذا المثل دعوة لاختيار المفردات المناسبة أثناء التواصل مع الآخرين.

واختتم ذلك الرجل الرائع صاحب الذاكرة القوية بالمثل الجميل الآتي "انفخ يا شريم قال ما به براطم". وأخبرني بأن هذا المثل يتناسب مع المديرين المهتمين بتوزيع الأدوار بين الموظفين. والمدير الذكي يجب أن يفوض الموظف القادر المتمكن صاحب المهارات العالية؛ لأن عديم المهارة لا يمتلك الإمكانات التي تساعده على الأداء.

حفظ الله لنا كبار السن؛ فهم جامعات تسير على الأرض.

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org