"لو".. كنت وزيرًا..!!

تم النشر في

هل حدَّثتك نفسُك يومًا أن تكون معالي الوزير؟.. هل من ضمن طموحاتك أن تكون معالي الوزير؟ هل حلمتَ يومًا أن تكون معالي الوزير؟ أسئلة قد تدور في ذهن بعض الأشخاص، وقد لا تأتي ضمن اهتمامات البعض الآخر، وقد تكون ضربًا من الخيال في ذهن ثالث..!! أو ضربًا من الهذيان أو الجنون في ذهن رابع..!! ولكنها في النهاية أحلام مشروعة، وطموحات ليست صعبة المنال على مَن يسَّر الله له ذلك.. فلِمَ لا يحلم الإنسان..؟!! ولِمَ لا يكون لديه الطموح لنيل هذا الشرف..؟!! فليس ذلك على الله بعزيز.

دعونا نتخيل وزارة نحلم بها لنرى ماذا سنقدم لها.. ولتكن هذه الوزارة وزارة التعليم على سبيل الخيال.. فلو كنتَ وزيرًا للتعليم فما قراراتك؟ وما أهم الملفات التي ستكون لها الأولوية في مخططاتك؟

أما أنا فلو كنتُ وزيرًا للتعليم فسيكون أول قرار أتخذه: تغيير اسمها إلى (وزارة التربية والتعليم) كونها تضم التعليم العام الذي يقوم على التربية قبل التعليم، وبخاصة في مراحله الأولى، وعلى التعليم الجامعي والعالي الذي يقوم على التعليم بشكل أكبر..

أما الملفات التي تنتظرني فهي كثيرة وشائكة، أعاننا الله عليها، ولكن سأحاول تناولها حسب الأهمية، وسيكون منها:

1- ملف المعلمين: ويندرج تحت هذا الملف الكثير من القضايا التي تحتار في أيها تبدأ؛ فالتعيين بحاجة للكثير من الترتيبات والوقفات، والتأمين الصحي للمعلمين والمعلمات أو بناء مستشفيات خاصة لهم أمر لا بد منه. أما الدرجات المستحقة فهو الشغل الشاغل للمعلمين في هذا الوقت؛ لأنه حقهم الذي حُرموا منه فترة طويلة، والوزارة لم تعر هذا الموضوع اهتمامًا، ولم تكترث به، بل إنه آخر اهتماماتها، هذا إن كان من اهتمامها أصلاً؛ والدليل على ذلك أنها تعلم جيدًا وتعرف تمام المعرفة هذه القضية، وما تسببت به من أزمة، وما خلقت من إشكاليات وردة فعل لدى المعلمين منذ تعديل المستويات؛ إذ إنها جعلت ثلاث دفعات أو أكثر يتقاضون الراتب نفسه، فكيف يكون ذلك..؟!! وأين العدل حين يكون راتبك مساويًا لراتب من تفوقه بأربع سنوات من الخبرة..؟!!

وأما النقل وآلياته ومشاكله فحدِّث ولا حرج.

2- الفصول الثلاثة: وما سببته من ضغط وحِمل ثقيل على عاتق الجميع، من وزارة ومنسوبيها، ومجتمع.. فيكفيها سوءًا هذا الضغط الذي سببته للمدارس، وهذا الإرباك الذي سببته للعوائل، وما ألقته على عاتقها من أعباء مالية بسبب طول السنة الدراسية، وضغط نفسي كبير على الطالب وأهله.. وغيرها الكثير من المساوئ التي يكفي جزء منها لإلغائها وطيها في غياهب النسيان.

3- المناهج: الحديث في هذا الملف أشبه بالسير في حقل الألغام، والوصول للورد في غابة من الأشواك..!! وذلك لأنها تُدرَّس في مجتمع تتقاذفه العديد من التيارات في هذا الوقت، وتتجاذبه الكثير من التوجهات.

4- الطلاب: ومن قضايا هذا الملف: مستوياتهم العلمية، ومدى تحصيلهم العلمي الضعيف، وآثاره التدميرية على الأمة بتخريجه جهلة يحملون شهادات علمية…!!

غيابهم، تأخرهم، عزوفهم عن الدراسة..!!

5- البيئة التعليمية: وما فيها من مشاكل، كالمدارس المستأجَرة، وعدم مناسبتها لتكون بيئة تعليمية جيدة، والمباني الحكومية وما يعتريها من نقص في المرافق والتجهيزات، فضلاً عن الأحياء السكنية التي تقع في قلب العاصمة وليس فيها مدارس أصلاً..!

صحيفة سبق الالكترونية
sabq.org